أطلق النظام سراح عددٍ من الشبان الذين ترددت أنباء حول احتجازهم سابقاً من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" كأسرى، لتأمين انسحابه من مدينة "القريتين" بريف حمص الشرقي، باتجاه البادية السورية، حيث تبينّ أن الأخير تركهم ليلقوا مصيرهم على مسافة عدّة كيلو مترات قليلة من مناطق سيطرة النظام.
وقال الناشط الإعلامي "عبد الله عبد الكريم" في تصريح خاص لموقع "زمان الوصل" ان قوات النظام أخلت يوم أمس الأحد، سراح 26 شخصا، بينهم أطفال، من أبناء مدينة "القريتين"، عقب احتجازهم في وقتٍ سابق على إثر قيام تنظيم "الدولة" باختطافهم وتركهم بالقرب من حاجز "البصيري" الخاضع لسيطرة النظام على الطريق الدولي "دمشق-بغداد".
وأضاف أن قوات النظام التي استعادت سيطرتها على مدينة "القريتين" الأسبوع الفائت، طلبّت من رئيس البلدية ومؤذني المساجد داخل المدينة، أن يذيعوا على الأهالي الذين فقدوا أبناءهم خلال فترة سيطرة التنظيم على المدينة، بالتوجه إلى مخفر "الشرطة" لتسجيل أسماء المفقودين لمعرفة مصيرهم.
وأوضح أن السبب وراء قيام التنظيم بإطلاق سراحهم عقب انقضاء مدّة قصيرة على أسرهم، يعود إلى كونهم كانوا يشكلون-ربما- عائقاً أمام استكمال عملية انسحابه إلى عمق البادية، أما الشبان فاستطاعوا الوصول إلى حاجز "البصيري" الخاضع لسيطرة قوات النظام والتي قامت بدورها باحتجازهم وسوقهم مباشرةً إلى فرع "تدمر" العسكري.
تتراوح أعمار أبناء "القريتين" الذين خطفوا أولاً على يد تنظيم "الدولة الإسلامية" بين 13 وحتى 20 عاماً، وخضعوا عقب احتجازهم لدى قوات النظام إلى تحقيقات استمرت لمدة أربعة أيام، ثمّ جرى نقلهم إلى منطقة "التياس" قرب مطار "تيفور" الحربي، ليجري نقلهم في وقتٍ لاحق إلى المدينة.
وذكرت مصادر محلية متطابقة لـ"زمان الوصل" أن تنظيم "الدولة الإسلامية"، استغلّ أولئك الشبان للقيام بأعمال السخرة أثناء تواجده في منطقة "القريتين" ومحيطها، إذ استخدمهم في قطاف محصول الزيتون ضمن بساتين المدينة، والقيام بتحميل وتفريغ الشاحنات التي تحوي مواد غذائية وتجارية، كما استخدمهم في عمليات نقل المازوت والبنزين من وإلى المدينة.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن هذه الحادثة تعد إحدى الأساليب التي يتبعها النظام من أجل التودد إلى أهالي "القريتين"، لذلك فإنه يتعمد في الوقت الراهن التلاعب بمشاعر أهالي المدينة، عبر إظهار نفسه أنه المنقذ والمخلص الوحيد لهم من تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي ارتكب عناصره مجزرة مروعة بحق أهلها أثناء خضوع المدينة لسيطرته.
وكان تنظيم "الدولة الاسلامية" سيطر على مدينة "القريتين" مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، في حين فرضت قوات النظام التي تمركزت بعد انسحابها في محيط المدينة، حصاراً مطبقاً على قاطنيها الذين يصل عددهم إلى حوالي 15 ألف شخص، منعت بموجبه دخول المواد الغذائية والطبية إلى المدينة.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية