استقبلت مدينة "القريتين" 26 رهينة فروا من قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية" أمس الأحد في حفل استغله النظام ضمن البروباغندا التي يروج من خلالها بأنه الوكيل الحصري للحرب ضد الإرهاب في سوريا.
وكان الرهائن من بين 70 شخصا على الأقل اقتادهم مقاتلو التنظيم إلى موقع سري في الصحراء شرقي مدينة "القريتين" عندما استعاد النظام السيطرة عليها في 21 تشرين الأول أكتوبر.
وقال "مسؤولون محليون"، حسب رويترز، إن باقي الأشخاص ما زالوا مفقودين ولم يفصحوا عن هوية أي من الرهائن.
وذكر مراسلون من رويترز زاروا المدينة التي خلفت الحرب ندوبها عليها ضمن جولة نظمها النظام أن نحو 200 شخص خرجوا في "القريتين" يوم الأحد لاستقبال الرهائن العائدين. وبكى الآباء والأمهات وهم يحتضنون أبناءهم العائدين فيما ألقى أقاربهم وسكان بالمدينة الحلوى والسكر في الهواء احتفالا بعودتهم.
وقال رجل مسن وهو يحتضن شابا "حمدا لله على سلامتك". ورفض أغلب من كانوا في الحشد إجراء مقابلات معهم.
وفي وقت قال فيه النظام إن عناصر التنظيم انتقموا بذبح عشرات من سكان المدينة بعد أن طردوا منها بعد ثلاثة أسابيع من القتال حول أطراف "القريتين"، اتهمت مصادر من داخل المدينة النظام بالمشاركة في مذبحة تجاوز عدد ضحاياها 300 قتيل.
وقال "محمد محي الدين عرندس"، رئيس المجلس المحلي لمدينة "القريتين" في تصريح سابق لـ"زمان الوصل" إن عدد المدنيين الذين أعدمهم تنظيم "الدولة" وصل إلى 154 مدنيا موثّقا بالاسم، في حين لم يتم التعرف على نحو 200 جثة متفسخة، أو مقطوعة الرأس، كما أن العدد مرجح للزيادة، لأن البحث جارٍ حالياً في الآبار والبساتين والدور المغلقة، وسط ورود أنباءٍ أخرى عن قيام قوات النظام بتصفية عددٍ آخر من المدنيين، بذريعة انتمائهم إلى التنظيم.
وأضاف أن أبناء مدينة "القريتين" جرى قتلهم بدمٍ بارد إما ذبحًا بالسكاكين، أو رميًا بالرصاص، وبينهم كبار في السن ونساء وأطفال، وذلك خلال الفترة التي خضعت فيها المدينة لسيطرة التنظيم، والتي تمتد من نهاية شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، وحتى سيطرة قوات النظام عليها في 21 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.
وأردف أن حوالي 50 طفلاً، ممن تتراوح أعمارهم بين 11-16 سنة، لا يزالون مفقودين إلى الآن، لأن تنظيم "الدولة" كان قد اعتقلهم من الملاجئ أو البيوت، وأخذهم معه حين انسحب من "القريتين".
وأشار "عرندس" إلى وجود دورٍ متبادل بين النظام والتنظيم في السيطرة على مدينة "القريتين" والتنكيل بأهلها، وفي المرة الأخيرة كانت البلدة تحت سيطرة قوات النظام التي انسحبت من أجزائها الشرقية إلى الأجزاء الغربية منها بشكلٍ مفاجئ، فدخلها التنظيم وسيطر عليها خلال نصف ساعة فقط، ولمدة 22 يوماً، ليعود بدوره وينسحب منها لصالح قوات النظام.
وأوضح أن النظام يتحمل جزءاً كبيراً في المجزرة التي شهدتها مدينة "القريتين"، لأن قواته لم تكتف بمنع خروج الأهالي من المدينة فحسب، وإنما حاصرتها من الجهتين الجنوبية والغربية، ما رفع من عدد ضحايا المجزرة التي قام بها التنظيم.
وسارع النظام عقب سيطرة التنظيم على مدينة "القريتين"، إلى إعلانها منطقة عسكرية، ولم يبادر مطلقاً إلى اتخاذ أي إجراءات من شأنها أن تخفف من الآثار السلبية الناجمة عن هجوم عناصر التنظيم على المدينة.
وفي هذا السياق حذّر "عرندس" من أن قوات النظام قامت بحظر حركة الخروج والدخول إليها، لتقوم بعد استيلائها على المدينة، بعملية تصفية ثانية لمدنيين آخرين بحجة أنهم "دواعش".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية