نال فيلم "وداعاً حلب" الجائزة الأولى في مسابقة "rory peck awards 2017" المرموقة التي تم تأسيسها عام 1995 وتُمنح للمصورين المستقلين عن فئة التأثير في الشؤون الجارية.
وحقق الفيلم نسبة مشاهدة غير متوقعة تجاوزت 200 ألف شخص حول العالم، وكانت قوات النظام مدعومة من روسيا وإيران قد بدأت في 15 تشرين الثاني نوفمبر الماضي بشن هجوم كبير على شرق حلب.
وطلبت هيئة الإذاعة البريطانية "bbc" من أربعة ناشطين صحفيين وهم "سراج الدين العمر" و"مجاهد أبو الجود" و"باسم أيوبي" و"أحمد حشيشو" تصوير أيامهم الأخيرة في شرق حلب وهواجسهم وتداعياتهم وما عانوه فترة الحصار.
الناشط "سراج الدين العمر" أحد المشاركين في الفيلم أشار في حديث لـ"زمان الوصل" إلى أن فكرة الفيلم لم تكن مطروحة بهذا الشكل، ولكن عدداً من الأصدقاء من خارج المدينة كانوا يسألونه مع رفاقه كيف يعيشون كناشطين داخل المدينة، وكيف يأكلون ويشربون في ظل القصف والحصار اليومي على حلب، ونظراً لوجود تجربة سابقة مع bbc الإنكليزية والعربية في فيلم وثائقي بعنوان "حلب تحت الحصار" وبعد نقاش معهم ومع "مركز إدراك للدراسات والاستشارات" قرر الناشطون الأربعة –كما يقول العمر– البدء بفيلم يحكي قصصهم داخل مدينة حلب المحاصرة لكونهم كانوا على احتكاك مباشر ويومي بأماكن القصف والدمار ومعاناة الحصار.
تم تصوير "وداعاً حلب" وهو من إخراج البريطانية (كريستين كربديان)”في المناطق الشرقية من حلب وهي المناطق التي كانت محاصرة من قوات النظام وتمتد من حي "صلاح الدين" وصولاً إلى طريق الكساتيللو بعد اقتحام المدينة من قبل هذه القوات.
ولفت محدثنا إلى أن فريق الفيلم عمل على تصويره بشكل يومي ومتواصل رغم ظروف الحصار القاسي الذي كان يرزح تحته كل أهالي المدينة، وكانوا -كما يقول- يقطعون مسافة 10 كم مشياً على الأقدام بمدة لا تقل عن ساعتين، عدا عن انقطاع الكهرباء، ما اضطرهم للعمل على ألواح الطاقة الشمسية.
وكان فريق العمل -كما يؤكد- يسابقون الزمن قبل الأيام الأخيرة التي سبقت الخروج، حيث بدأت المناطق المحررة تتلاشى جزءاً وراء جزء.
بعد إنجازه حقق "وداعاً حلب" نجاحاً غير متوقع وبحسب قناة "BBC" وصل عدد مشاهديه إلى 200 ألف مشاهدة وتمت ترجمته إلى عدة لغات، وعرض على أكثر من قناة، وحينها –كما يروي العمر- تواصلت إدارة جائزة "rory peck awards" " مع الجهة المنتجة لتقترح مشاركة الفيلم في المسابقة وهو ما كان.
ولفت محدثنا إلى أن فيلمين أحدهما عن الموصل والآخر من فنزويلا كانا ينافسان "وداعاً حلب" على نيل الجائزة وكان لدى صنّاع الفيلم شعور باحتمال فوزه بسبب تعليقات الحكام المشجعة والتي عبّرت فعلياً عن حجم الجهد الذي بُذل لإنجازه، وتمكن الفيلم بعد أن خاض التصفيات الأولى من الترشح مع الفلمين المذكورين ليحصد بعدها الجائزة الأولى، والفيلم حالياً –كما يؤكد العمر- مرشح لجائزة "غريرسون" للأفلام الوثائقية.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية