أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

شهادات من "بابا عمرو"..عندما سخر عصام زهر الدين من آصف شوكت

ارتبط اسم زهرالدين بمعركة النظام ضد الثوار في حي "بابا عمرو" - ارشيف

يصف مقربون من العميد "عصام زهر الدين" الذي قتل في دير الزور مؤخرا بأنه غير مبالٍ بالقيم وقواعد الانضباط المتطلبة من منتسبي منظومة الجيش.

عرف الضابط الذي كان يقود اللواء "104" في "الحرس الجمهوري" مع بداية أعوام ثورة الشعب السوري في عدة مناطق، وارتبط اسمه لدى العديد من أبناء الشعب بمعركة النظام ضد الثوار في حي "بابا عمرو" في مدينة حمص الذي تعرض لواحدة من أشرس هجمات النظام شتاء عام 2012، جاءت تتويجا لفشل مفاوضات دامت قرابة الشهرين بين المسؤولين في المنطقة والثوار في الحي، حيث كان "زهر الدين" أحد الداعين لفشل تلك المفاوضات، لإيمانه بالحل العسكري لإخماد الثورة داخل الحي الحمصي الذي استقطب تعاطف العالم دون أن يتجنب إجرام النظام كما وصف مصدر مطلع.

المصدر المطلع على المفاوضات والعمليات العسكرية التي تلتها قال لـ"زمان الوصل" إن العميد "زهر الدين" تسلم حينها قائداً للعمليات العسكرية على الحي، وقد عرف ببطشه وجرأته على القتل ورفضه التام للمفاوضات مع من يصفهم بـ"الإرهابيين والمخربين".

وكشف المصدر أن التعالي والتعجرف وصل بزهر الدين إلى درجة الاستهزاء من رجل المخابرات القوي حينها "آصف شوكت" بقوله "اي خلونا نشوف شو رح يطلع معو هاد" في إشارة إلى صهر بشار نفسه الذي كان بدوره أهم شخصيات المفاوضين الراغبين بالتوصل إلى حل مع أصحاب الشأن الثوري في الحي وإنهاء التوتر بطرق أقرب للتوافق دون المزيد من التوتر، والكلام مازال للمصدر ذاته.

وأضاف "اتخذ زهر الدين مقراً له الكلية الحربية في منطقة الوعر المطلة من الجهة الغربية الشمالية على حي بابا عمرو على بعد 3 كم. بدأت المعركة الأخيرة في صباح اليوم الثاني من شباط فبراير/2012، ووضع العميد عصام خطة البدء التي تقتضي بموجبها إنهاء المعارك مع الثوار والسيطرة على المنطقة بأكملها معتبراً ذلك بمثابة الدرس لأهالي الحي على جرأتهم ومطالبهم بتغيير النظام".

واستخدم جيش الأسد في المعركة كافة الوسائط النارية من مدافع ودبابات وصواريخ لم يتوقف عن قصفها ليلا ولا نهاراً، ولم يوفر الأطفال والنساء والمسنين.

يتابع المصدر "استمرت المعركة 25 يوماً قدم فيها الثوار الكثير من التضحيات واستنفذوا ما تبقى من مقومات البقاء تحت نيران الآلة العسكرية، مما اضطرهم للإجماع على الانسحاب وإخراج الأهالي من الموت المحتم".

وكشف عن رغبة بعض أصحاب الشأن العسكري لدى جيش النظام في المنطقة أمثال اللواء "علي يونس" رئيس اللجنة الأمنية في حمص بتهدئة القصف ريثما يخرج الأهالي من الحي إلى الريف الجنوبي من محافظه حمص.

لكن طلب اللواء "يونس" جاء بمثابة إثارة لحفيظة قائد الحملة "زهر الدين" الذي أصدر أوامره باستمرار القصف واستخدام القنابل المضيئة ليلا لكشف الطرق التي يخرج عبرها أهالي الحي ومتابعة قصفهم عازماً بقوله "اقتلوهم مع نسائهم وأطفالهم لا يبقى منهم أحد"، بحسب تسجيل مصور لأحد عناصر "زهر الدين".
*نهاية وبداية
لم ينتهِ "إجرام زهر الدين" مع نهاية معركة بابا عمرو، بل ربما بدأت كما يقول قائد ميداني بارز شارك في المعارك والمفاوضات التي سبقتها أيضا.

يوضح القائد الميداني لـ" زمان الوصل" قائلا "خرج من بقي على قيد الحياة وانتهت المعركة في 27/2/2012، ليدخل الجيش ويبسط سيطرته على المنطقة بعد خلوها، لكن العميد عصام فاجأ الجميع بقراره منع دخول الجيش إلى الحي وإبقاء الحواجز على ماهي عليه".

وأضاف "إن زهر الدين أعطى بذلك الفرصة لعناصرميليشيا الدفاع الوطني والشبيحة من القرى الطائفية المجاورة بالدخول إلى الحي والمزارع الممتدة على أطراف الحي والتي لم يخرج منها سكانها لانخداعهم بوعود النظام بأن الجيش لن يمس بالنساء والأطفال والكهول ومن هم أبرياء لا شأن لهم بالعمل الثوري".

وترافق اقتحام الميليشيات الموالية لحي "باباعمرو" وبساتينه مع مجازر مروعة أخذت طابعا طائفيا، ونفذت بأبشع الطرق ذبحا وحرقا، استطاع ناشطون توثيق بعضها.

يتابع المصدر "لم تشفع لمن ظنوا أنفسهم حياديين أو حتى موالين للنظام ممن تبقوا في بيوتهم بالحي أمام وحشية الشبيحة وأحقادهم ليقوموا بجريمة نكراء راح ضحيتها مئات المدنيين معظمهم من الأطفال شوهوا بالسلاح الأبيض حتى غابت معالمهم قبل نحرهم".

ويردف "رمى بعض المسؤولين جريمة الشبيحة وعناصر الدفاع الوطني على عاتق عصام زهر الدين بسبب تأخيره دخول الجيش إلى المنطقة عمداً، ومن ثم إعطاء إيعاز للحواجز بعدم التدخل بالشبيحة أثناء دخولهم وحتى خروجهم من الحي بأكمله".

مات "عصام زهر الدين" أحد أذرع الإجرام في نظام الأسد الذي يجيد استخدام العميد المتحدر من جبل العرب وغيره من الضباط والشخصيات العسكرية وغيرها كأحجار شطرنج يتلاعب بهم قبل أن يرميهم عقب تنفيذ مآرب السيطرة والبقاء، داعما تلك الشخصيات بتكاليف بسيطة لا تتعدى إرسال الزهور على قبورهم وإعطائهم الألقاب الهزيلة إرضاء لأحلام ذويهم بوهم البطولة الزائفة، يختم المصدر.

اليمان سلوم -زمان الوصل
(184)    هل أعجبتك المقالة (221)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي