أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

عناقيد .... شوقي حافظ

اكثر من مائة دولة وقعت اتفاقية لحظر انتاج واستخدام القنابل العنقودية باستثناء عدد محدود من الدول على رأسها الولايات المتحدة واسرائيل، وقال مسئولون في واشنطن تبريرا للرفض ان الاتفاقية (تعرض حياة رجالنا ونسائنا للخطر) ولا أحد يعرف كيف؟ فلم تسقط قنبلة عنقودية واحدة على ارض الولايات المتحدة وفي المقابل اسقط الاميركيون حوالي 260 مليون قنبلة عنقودية على لاوس خلال حرب فيتنام مازال 80 مليونا منها حي يحصد ارواح واطراف المئات سنويا أغلبهم اطفال يظنون انها ألعاب او علب طعام، فهل يجب ان تتعرف واشنطن على مذاق العناقيد حتى يتحرك حسها الأخلاقي وتوقع الاتفاقية؟
اسرائيل ايضا استخدمت قنابل العناقيد بكثافة خاصة خلال حملة عسكرية شنتها على جنوب لبنان واستمرت 16 يوما عام 1996، ألقت خلالها 25132 قنبلة عنقودية عصفت بارواح المدنيين منهم حوالي مائتين اغلبهم نساء وأطفال في قانا ، فيما اطلق عليه شيمون بيريس اسم (عناقيد الغضب) اقتباسا من رواية بنفس الاسم للكاتب الاميركي جون شتاينبك، والفارق بينهما ان عناقيد شتاينبك كانت تتحدث عن مأساة الملايين الذين تعرضت حياتهم للتدمير خلال الكساد الاقتصادي الكبير باميركا عام 39 وأهلت صاحبها للفوزبجائزة بوليتزر للأدب، اما عناقيد شيمون فكانت لتحسين وضعه الانتخابي في اسرائيل بدماء عربية، وهي جريمة حرب مكتملة تستوجب مثول صاحبها امام محكمة العدل الدولية من وجهة نظر طلاب جامعة اكسفورد الذين رفضوا مصافحة يده الملوثة بالدم..كما يقولون!.


والرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما كان قد تقدم بمشروع للكونجرس عام 96 لحظر انتاج واستخدام القنابل العنقودية ولا أحد يعرف موقفه الآن بعد ان اصبح رئيسا ، في ضوء تصريح ادلى به مؤخرا يؤكد فيه حرصه على ان تظل الولايات المتحدة اقوى دولة في العالم، وهو ما يستدعي موقف سلفه الديموقراطي جون كينيدي في قوله: الولايات المتحدة اقوى دولة في العالم وفيتنام هي مجال البرهنة على قوتنا ، فهل سيسعى اوباما لتأكيد هذه القوة بقنابل العناقيد ام سوف ينحاز الى عناقيد العنب تتدلى من كرمة وارفة كرمز للقوة الاخلاقية؟ المستقبل القريب يحمل في طياته الاجابة!.

جريدة الوطن العمانية

(95)    هل أعجبتك المقالة (105)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي