في السبعينيات من القرن الماضي.. كانت "السلطة الثورية" تجتهد كل عام من أجل تقديم منجزات في عيد الإستقلال أوعيد الثورة في أول نوفمبر.. وذات يوم رأت جريدة الشعب أن تكلف كل صحفي أن يبحث عن إنجاز ليكتب عنه بمناسبة عيد الإستقلال..
واختار الزميل محمود رويس في تحديد الإنجاز الذي سيكتب عنه كإنجازات الثورة في عموده اليومي الفكاهي والمختصر والذي كان يكتبه تحت عنوان محطة .! فخرج من الجريدة متجها للوتس.. وهي المقهى التي يرتادها الصحافيون والكتاب ورجال الثقافة والأدب .. وحتى نساء ورجال قلة الأدب.!
ولاحظ محمود في طريقه مجموعة من عمال البلدية يقومون بطلاء ممر الراجلين في الطريق باللون الأبيض.. فعاد مسرعا إلى الجريدة يبحث عن مصور ليصور عملية طلاء ممر الراجلين هذا.. استعدادا للكتابة عنه في عيد الإستقلال وتقديمه لقراء الشعب على أنه من إنجازات "السلطة الثورية" في عهد الإستقلال .!
وكانت محطته هذه من أروع ما كتب محمود رويس في جريدة الشعب..!
وذات يوم ذهبت مع الزميل مبروك نويس الذي كان يشرف على ركن "بريد القراء" في جريدة الشعب في بداية السبعينيات.. ذهبت معه إلى الدائرة لاستخراج جواز سفر.. وكان ذلك يوم 30 أفريل، فقال له رئيس مصلحة الجوازات بالدائرة .. جواز سفرك جاهز.. ولا نستطيع تسليمه لك إلا بعد أول ماي .. لأن العامل المكلف بالعملية ذهب لتحضير الإحتفالات بعيد العمال..
فقال الزميل مبروك نويس لرئيس المصلحة: خسارة كنت أنوي أخذ الجواز لأحتفل به أنا أيضا في العرض العمالي على أنه من الإنجازات الهامة للعمال والسلطة الثورية .!
سقت هذين المثلين لأبيّّن المستوى الذي كان الصحافيون يمارسون به التنكيت على السلطة.. لكن اليوم نسمع بعض النكت البايخة مثل التي نسمع بعضها في حصة "الفهامة"! والتي تكاد تجعلنا نبكي عوض أن نضحك؟!
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية