تشهد مدينة "التل" الواقعة على بعد 11 كيلو متراً، شمالي العاصمة "دمشق"، تزايداً ملحوظاً في عمليات الاعتقالات التي تشنها الأجهزة الأمنية التابعة لنظام الأسد، حيث ارتفع عدد المعتقلين المسجلين خلال الأيام الأخيرة الماضية إلى سبعة مدنيين.
وقال "مراد مارديني" مسؤول التواصل في شبكة "صوت العاصمة"، في تصريح خاص لـ"زمان الوصل" إن قوات النظام داهمت يوم الجمعة، مدينة "التل" واعتقلت الشاب "لؤي الكوسا" من أمام منزله، في حادثةٍ هي الثالثة من نوعها، بعد أن قامت باعتقال خمسة شبان قبل نحو يومين، وشاب آخر يوم الأربعاء الفائت.
وأضاف أن حملات الدهم والاعتقال الأخيرة التي شهدها حيي "بيدر سلطاني" والشارع الرئيسي بعد "جسر حرنة" في مدينة "التل"، استهدفت عدداً من الشبان الملتحين على وجه الخصوص، دون ورود أي توضيحات عن أسباب الاعتقال.
رجحّ "مارديني" أن يكون السبب وراء اعتقالهم هو سوقهم لأداء الخدمة "الإلزامية" أو "الاحتياط" ضمن التشكيلات العسكرية للنظام، كذلك لم يستبعد أن يكون سبب الاعتقال هو تصفية لحسابات قديمة، ولا سيما في ظل وجود أكثر من جهة عسكرية تتبع للنظام في داخل المدينة.
وأوضح أن النظام يعتمد بشكلٍ كبير على دور المخبرين من المدنيين "العواينية"، الذين قام بإعادة نشرهم في مختلف أحياء "التل" عقب دخول قواته مجدداً إليها مطلع كانون الأول/ ديسمبر الماضي، في حين تخضع مناطق المدينة إلى سيادة ونفوذ كلٍ من "الأمن السياسي" و"المخابرات الجوية" و"الحرس الجمهوري"، إضافة إلى وجود ميليشيا "درع القلمون" و"لجنة حماية التل" الموالية للنظام.
خضعت مدينة "التل" لاتفاق "مصالحة" مع النظام، نهاية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من العام 2016، ونصّ الاتفاق حينها على خروج 500 مقاتل من المقاومة، وأكثر من 1500 شاب مطلوب للنظام، ممن رفضوا عقد تسوية أمنية معه، برفقة عوائلهم إلى "ادلب" في الشمال السوري.
كان قسمٌ آخر من أبناء "التل"، قد قرر البقاء فيها شريطة إجراء تسويات محلية، مُنحوا بموجبها مدة 6 أشهر، كتأجيل عن الالتحاق بـ"الخدمة العسكرية" في صفوف جيش النظام، إلا أن النظام سرعان ما أخذ يشن حملات الاعتقال واحدةً تلو الأخرى لسوقهم قسراً إلى الخدمة في صفوفه.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية