داخل منزل متواضع في بلدة "كفرلاها" التابعة لمنطقة "الحولة" بريف حمص، تعيش عائلة "أحمد الناصر" المؤلفة من 10 أفراد، يعاني ثلاثة منهم (بيان 17 عاماً، فاطمة 13 عاماً، وحليمة 11 عاماً)، من مرض الشلل الدماغي.
قصة الفتيات الثلاث يرويها الأب "الناصر" لـ"زمان الوصل": "أعيش مأساة حقيقية خاصة أنني لا استطيع أن أقدم لهن شيئا في ظروف الحصار الصعبة، التي نعيشها منذ نحو 6 سنوات".
مأساة تزيدها حاجة البنات "لمبالغ مالية لشراء مستلزماتهن وأشياء خاصة بوضعهن الصحي السيئ.
يقول "الناصر": "قبل اندلاع الثورة قامت لجنة طبية تخصصية معتمدة من المجلس الفرعي للمعوقين بحمص، بزيارتنا في المنزل، وحددت نوع إعاقتهن وطبيعتها وفقاً للتصنيف الوطني للإعاقة، وتم في حينها تخصيص إعانة مالية قدرها 6 آلاف ليرة سورية (نحو 12 دولارا)، لواحدة فقط من الفتيات الثلاث، لأنهن يعانين من شلل دماغي رباعي تشنجي تام، فهن لا يستطعن المشي ولا الكلام وبحاجة لمرافق".
يضيف الأب "الناصر": "خلال سنوات الثورة وبالرغم من أنني طرقت معظم أبواب الجمعيات الخيرية الإنسانية بمنطقة الحولة، وسلمّتهم التقارير الطبية عن حالتهن، لكن للأسف لم يستجب أحد لنا، ولم يسمع معاناتنا أي مسؤول منهم، باستثناء مسؤول فرع جمعية آلاء كفرلاها".
ويتابع "أحمد الناصر أبو رهف" بحرقة وحزن: "بناتي يحتجن بشكل دائم لأدوية لعلاج التشنجات وفتيامينات وحركات لتطوير مهاراتهن في النطق والمشي"، مشيرا إلى أنه لم يحصل من الجمعيات الخيرية وشعبة الهلال الأحمر السوري، إلا على كرسي متحرك واحد لبناته الثلاث.
الفتيات الثلاث، ينتظرن مصيرا مجهولا ما لم تبادر الجهات المعنية بالحالات الإنسانية في المناطق المحررة، فهذه العائلة تمثل نموذجا حيا من الألم والمعاناة.
ريف حمص - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية