تحت عنوان "الطائرات الإسرائيلية أشبه بطيور الفري في موسم الصيد.. الرد السوري أثار جنونهم"، كتب أحد شبيحة إعلام النظام ما يؤكد رواية الناطق الرسمي باسم جيش النظام عن تصدي الدفاعات السورية للطائرات المعادية وإجبارها على الفرار بعد إصابة إحداها.
أما كيف يروي هؤلاء قصص الوهم ويبررونها في كل مرة فهنا تأتي العبقرية التي تبتسم لها شفاه من يريدون تصديق مثل هكذا روايات، وفي هذا الرد يستخدم الإعلامي المفترض طائر (الفري) لتشبيه فرار الطائرات الإسرائيلية على اعتبار أن عناصر النظام وخصوصاً من أبناء الطائفة الكريمة لديهم هواية الصيد.
يقول المبدع: "أصبحت طائرات أحفاد مرحب الخيبري أشبه بطيور الفري في موسم الصيد، في كل مغامرة سيقوم بها هؤلاء سيجدون حمماً سورية تنطلق باتجاهها دون أي تردد".
ثم يتبع ذلك بالتذكير بعناد النظام الذي لن يسمع بعد الآن كلمة صديقة الروسي: "أرسلت موسكو برسائلها إلى تل أبيب أن كفوا عن الانتهاكات بحق سورية وإلا فإن روسيا لن تعمد إلى منع دمشق من الرد الذي بات ملزماً بالنسبة للحكومة السورية أولاً بينها وبين نفسها وثانياً أمام شعبها".
وفي محاولة لاستكمال فكرة الرواية بالعمل على قراءة ردو فعل الآخرين وتحليل ردود أفعالهم يتابع راوي الحكاية البطولية: "لم تفهم تل أبيب الرسالة واعتقدت بأنها تستطيع استغلال الحرب السورية، كما السابق والقيام بانتهاكات يمكن أن تسوقها أمام رأيها العام الصهيوني أولاً بأنها قوية وتستطيع عقاب أعدائها، وأمام الشعب السوري ثانياً لإحراج قيادته، فضلاً عن إيصال رسالة لمن يُسمون بـ"الثوار والمعارضين" بأن فرسان الهيكل المزعوم يقفون معهم في ثورتهم ضد الدولة السورية".
هذا الخلط الغبي الغاية منه تعزيز حكايات سابقة عن بطولات غريبة ووهمية لدى المتلقي من موالي النظام والمقاومة، فليست الغاية الحقيقة أو إرسال رسائل إلى الأعداء إنما تثبيت فرائص الموالين مع كل ضربة عسكرية، وهذا ما سنلاحظه في التحليل التالي لما حصل: "الرد السوري لم يكن الأول من نوعه، لكن هذه المرة بيان الجيش السوري أكد بأن دفاعاته الجوية أصابت إحدى الطائرات الصهيونية إصابة مباشرة، وهذا يعني تدمير الطائرة بالكامل بالعرف العسكري لا إصابتها جزئياً وهو ما عمدت إسرائيل لنفيه كدأبها في نكران خسائرها كالعادة".
نفس الكلام المكرور منذ أن استلم نظام الأسد الحكم في سوريا، ونفس التحليلات الغبية والتي لا ترضي سوى من يريد أن يغمض عينيه عن الحقيقة: "واللافت هو أن الكيان الصهيوني قام بإطلاق صواريخ من داخل الأراضي المحتلة سقطت في أحد المواقع العسكرية بريف دمشق واقتصرت الخسائر على الأضرار المادية، والسؤال هنا إن كانت تل أبيب لم تخسر إحدى طائراتها، فلماذا تقوم بإعادة العدوان عبر إطلاقها صواريخاً من عمق الأرض المحتلة؟".
وبعد هذا السيل من التحليلات يبدأ العزف على الإمكانيات الخارقة التي يملكها النظام من مضادات جوية وعن عمق العلاقة مع روسيا الصديقة، ومحاولة للتعمية عن التغطية الحقيقية للروس وموافقتهم على كل هذه الضربات: "جيش الاحتلال الصهيوني زعم بأن طائراته عادت سالمة وأن الصواريخ السورية التي أُطلقت عليها كانت من طراز سام5 علماً بأن سوريا باتت تمتلك منظومة الإس 300 الروسية المتطورة وهي ليس كما يُشاع بأن الروس هم فقط من يتحكمون بها، بل أنظمة الإس 400 هي تلك التي تقع تحت إشراف روسي فقط".
لكن يعود الكاتب الجهبذ لافتراض أن الذي اطلق هو "سام 5" وليس "اس 300"، فما بالكم لو تم إطلاق الأخير: "إن كان صاروخ سام5 قد فعل فعله بالطائرة الإسرائيلية المتطورة فكيف بالإس 300 هذا إن سلمنا بنوع الصاروخ الذي ذكرته تل أبيب، الجيش الصهيوني كان قد أعلن بأن طائراته أغارت على بطارية للدفاعات الجوية فهل كانت تلك البطارية من تلك الحديثة التي زودت موسكو سوريا بها؟".
التوهان التحليلي الذي بالتأكيد لن يرضي إلا أم علي والمساعد المتقاعد زوجها الذي يقطن في "المزة 86" أو في "عش الورور" يصل إلى الحبكة الصحفية الخطيرة وهي العصابات المسلحة المدعومة إسرائيلياً، نافياً كل التحليلات السابقة والأهداف الإسرائيلية الكبرى المعلنة من شنها لتلك الضربات: "ولماذا ستقوم طائرات صهيونية في هذا الوقت باستهداف بطارية للدفاع الجوي السوري إلا لدعم الجماعات المسلحة خصوصاً وأن هناك مزاعم ترويجها تل أبيب بأن حلفاء دمشق باتوا على حدود الأراضي المحتلة".
على طائرات "الفري" في المرات القادمة أت تنتظر ردأ مختلفاً سورياً..فالـ"اس 300" سيستخدم لإسقاطها في الملحمة الوهمية أيها الرفاق الصيادون.
ناصر علي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية