أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

شبح شرطة النظام يدفع سوريين إلى التردد بالتواصل مع البوليس الألماني

عناصر من الشرطة الألمانية - جيتي

توفي لاجئ سوري في إحدى المقاطعات الألمانية بعد إصابته بسكتة قلبية أمام أعين طفليه المقيمين معه بمفردهما بعد طلاقه لوالدتهما مما أصاب طفليه بالذعر وبدل أن يلجؤوا إلى الجوار أو يتصلوا بالإسعاف اتصل الطفلان بأحد أقاربهم وأخبروه بما حدث لوالدهم ليقوم بالاتصال بالإسعاف الذي وصل بعد أن فارق الأب الحياة.

هذه القصة التي تداولتها وسائل الإعلام مؤخرا تشير إلى مشكلة حقيقية تواجه اللاجئين السوريين في ألمانيا وتتمثل في التردد قبل الاتصال بالشرطة عند حدوث طارئ ما، أو في حال وفاة أحد ذويهم نظراً للصورة القاتمة التي ارتبطت بأذهانهم عن الشرطة في سوريا قبل أن تشردهم الحرب، وما رافق هذه الصورة من رشى وابتزاز وتضييع للحقوق، رغم أن الشرطة الألمانية تعامل أبناء البلاد واللاجئين على حد سواء ضمن القوانين المرعية علاوة على مراعاة الحقوق والحماية الإنسانية التي يتمتعون بها في ظل الاتفاقيات الدولية المتعلقة بهم -وفق ناشطين-وفي حال حدوث مكروه لأي شخص سواء كان وفاة أو حالة إسعافية يُنصح اللاجئ أو من هو قريب منه بالاتصال على الرقم 110 الذي يحدد الحالة ويرسل ما يجب إرساله من شرطة أو إسعاف، وربما فريق من الأطباء لمعاينة الحالة، ولا تستغرق فترة الاستجابة –كما يقول الناشط "محمود عفارة"– أكثر من ربع ساعة حسب مكان وجود الشخص اللاجئ.

وأردف محدثنا أن فريق الطوارئ المرسل يأخذ جثة الشخص في حالة الوفاة إلى أحد المستشفيات لتوضع في الثلاجة، ويتم الكشف عنها لمعرفة طبيعة الوفاة، وفي حال وجود طبيب خاص للمتوفى يتم الاتصال به لإرسال ملفه ومعرفة الأمراض التي كان يحملها مما يسهل عملية الكشف.

وتابع محدثنا أن السلطات الألمانية المختصة تسأل ذوي المتوفى إن كانوا يريدون دفنه عن طريق مكاتب الدفن الإسلامية أو عن طريق الجهات الألمانية المختصة، ويتم منحهم مهلة 10 أو 20 يوماً لاتخاذ إجراءات الدفن وأحياناً يتم مساعدتهم عن طريق مرشدين نفسيين أو قانونيين يتواجدون عادة ضمن المشفى ويتواصلون مع الجمعيات الإسلامية بهذا الخصوص.

وتستغرق معاملة الوفاة في ألمانيا فترةً زمنية تتجاوز 3 أشهر في حال وجد للميت من يتكفل بمصاريف جنازته.

وبدوره رأى المحامي والمحكم التجاري "أحمد التريس" أن المنازل بما فيها منازل اللاجئين في ألمانيا جميعها مرقمة مما يجعل من السهولة الوصول إليها، وإذا كانت هناك خطورة على الحالة تتحرك أحياناً طائرة هليوكوبتر صغيرة لها مهابط عادة في كل حي، ولدى إسعاف المصاب يتم حمله على نقالة حديثة، ويُجرى له قياس قلب وكافة الفحوصات الأولية داخل الطائرة أو سيارة الإسعاف، وبموجب الفحص يتم نقله إلى المشفى المختص بحالته، وهناك يُجرى للمصاب التحاليل والصور الإشعاعية اللازمة وكل ما تتطلبه بشكل مجاني، لأن لكل لاجئ تأمينا صحيا من قبل صندوق الخدمات الطبية، وكذلك الأمر إذا وقع حادث -كما يقول التريس- فالشرطة الألمانية تستجيب للحالات الطارئة خلال دقائق معدودة، سواء كان على الطرقات العامة أو أي مكان في ألمانيا.

وحول تفسيره لظاهرة تردد اللاجئين بأقسام البوليس الألماني أوضح مسؤول مكتب المنظمة العربية لحقوق الإنسان في ألمانيا "محمد كاظم هنداوي" أن هذا التردد ناجم عادة عما ارتبط في أذهانهم من سمعة سيئة لهذا الجهاز في سوريا طوال 40 عاماً، وبعض اللاجئين قد تحصل معهم مشاكل كبيرة، ولكنهم لا يجرؤون على الاتصال بالشرطة الألمانية خوفاً من أن تكون كالشرطة في سوريا، ولذلك يلجؤون –كما يقول- للاتصال بأقاربهم أو معارفهم لاعتقادهم أن الحادث الطارئ قد يُسبب ضرراً لهم.

ولفت "هنداوي" إلى أن معظم المشاكل التي تحصل اللاجئ هي مشاكل عادية قد تكون جنائية أو حصلت فجأة وعليه أن يتصل بالشرطة ووضعهم بصورة ما يحصل معه ولو كان حادث سير بسيطاً، أو حتى إذا كانت لديه شكوك ما، وعليه –كما يقول– أن يشعر بالمسؤولية ويساعد الحكومات، فيما إذا حصل أي شيء، مشيراً إلى بوادر من عدة لاجئين منعوا في شكوى لهم وقوع حوادث عدة سواء كانت إرهابية أو غيرها قبل وقوعها.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(210)    هل أعجبتك المقالة (212)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي