بسرعة لم تكن متوقعة حتى من أكثر المتشائمين من قرار تركيا الإفراج عنه، ولا أشد الموالين المحتفين والمتفائلين بالقرار.. أقدمت تركيا على تسليم "العقيد الطيار محمد صوفان" إلى نظام بشار الأسد.
وأبرز إعلام النظام خبر "استعادة" الطيار الحربي "صوفان"، منوها بأن العملية تمت بعد "جهود حثيثة من الجهات المعنية منذ البداية... تكللت بالنجاح وبتسلمه من الجانب التركي".
وتابع إعلام النظام: "يذكر أن الطيار محمد فياض صوفان كان ينفذ مهمة استطلاعية ضد المجموعات الإرهابية المسلحة في محافظة إدلب، عندما حصل عطل فني في الطائرة، ما أدى إلى سقوطها".
وتناقلت تقارير إعلامية تركية خبر "تسليم" الطيار الحربي إلى نظام بشار الأسد، موضحة أن عملية التسليم تمت بعد ظهر يوم الجمعة.
ونوهت بعض التقارير بأن "صوفان" كان يستحق السجن مدة تصل إلى 12 عاما، لو طبق عليه قانون العقوبات التركي، لكنه محكمة في "هاطاي" قضت بإطلاق سراحه يوم الخميس، ليتم تسليمه بعد ساعات إلى نظام الأسد، عبر بوابة "يايلاداغي" الحدودية.
وكانت المحكمة التركية في ولاية أخلت سبيل "صوفان" بعد 6 أشهر ونيف من احتجازه بتهمة "انتهاك الحدود وممارسة أعمال تجسس"، علما أنه حوّل فور القبض عليه في 4 آذار/مارس الماضي إلى المشفى لتلقي العناية الطبية، عطفا على معاناته من رضوض وجروح.
*حملات
إبان القبض على "صوفان" أطلق نشطاء حملة واسعة على مواقع التواصل، تطالب بالتفاوض على تسليم "صوفان" مقابل المقدم المنشق "حسين هرموش"، مؤسس الجيش الحر، الذي اختطفته مخابرات النظام من الأراضي التركية في أيلول/سبتمبر 2011، واتفقت معظم التحقيقات الصحفية التي أجريت بشأن الحادثة على تساهل السلطات التركية في حمايته، بل إن هناك من اتهم أفرادا من الأمن التركي بالتواطؤ الصريح في العملية، وهو ما حمّل أنقرة مسؤولية إضافية على مسؤولية السياسية والأخلاقية عن مصير "هرموش".
وفضلا عن ذلك، تقدم الصحافي "قتيبة ياسين" بدعوى قضائية ضد "صوفان" مبينا فيها أن الأخير قصف منزله في حلب، كما سلمت اللجنة القانونية في "الائتلاف الوطني" مذكرة لوزارة الخارجية التركية، طالبت فيها بمقاضاة "صوفان" بتهمة ارتكاب مجازر بحق مدنيين سوريين.
بل إن "غفران حجازي" زوجة المقدم "هرموش" وجهت حينها رسالة واضحة إلى القيادة التركية بخصوص التفاوض على إطلاق سراح زوجها مقابل "صوفان"، قالت فيها: "باسم عائلة المقدم حسين هرموش وأولاده وأقاربه والشرفاء في العالم، أنا زوجة المقدم حسين هرموش، المعتقل لدى النظام السوري، أناشد السيد أردوغان شخصيا، والمعنيين بالحكومة التركية، عدم الإفراج عن الطيار السوري الموجود حالياً في تركيا، والذي أسقطت طائرته، إلا بموجب تبادل، يشمل إطلاق سراح المقدم حسين".
وتابعت: "كلي أمل وثقة بأن القيادة التركية ستأخذ مناشدتي على محمل الجد وتعمل على تحقيق حرية المقدم حسين وفك أسره".
*من هو
سبق لـ"زمان الوصل" أن نشرت سيرة ذاتية مختصرة لطيار النظام، أوضحت فيها أن اسمه الكامل هو "محمد فياض صوفان"، مواليد "كفريا" (إدلب) عام 1962، وقد تخرج في الدورة 32 من الكلية الجوية (المعهد الجوي) عام 1986.
بعد تخرج "صوفان" تم فرزه إلى اللواء 24 في دير الزور ونفذ دورة على الطائرة سوخوي7 عام 1987 وكان متخلفاً فنيا ومهنيا عن رفاق دورته فأمضى سنة إضافية في اللواء 24، ثم أعيد فرزه إلى مطار الشعيرات على الطائرة سوخوي 22، لكنه لم يقبل هناك لأسباب فنية، فتم نقله إلى اللواء 73 في خلخلة عام 1989 واتبع دورة على الطائرة "ميغ 21" وخدم لمدة سنتين في مطاري "الثعلة" و"خلخلة".
وبسبب تدني مستواه كطيار قتال أعيد إلى اللواء 24 عام 1991، وخدم في مطاري "الطبقة" و"دير الزور"حتى عام 1995، ثم نقل إلى اللواء 14 في مطاري "حماة" و"أبو الظهور".
ورغم تردي التصنيف الفني لـ"صوفان" فقد أصر النظام على الاستعانة به كطيار قتالي، سدا للنقص الكبير في الطيارين من جهة، وتلبية لرغبة "صوفان" الشخصية من جهة أخرى، قبل أن تسقط طائرة صوفان (الذي يحمل رمز "بحر1") أثناء إغارته على محافظة إدلب، ويتم القبض عليه داخل الأراضي التركية.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية