صفقة سرية تقرّب موعد إعلان الرقة خالية من التنظيم

اقتربت قوات التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" يوم الثلاثاء من إعلان السيطرة الكاملة على مدينة الرقة أبرز معاقل التنظيم في سوريا والعالم، وذلك بعد عقد صفقة تسمح بموجبها ميليشيات "سوريا الديمقراطية" لعناصر التنظيم المحاصرين داخل المدينة بالخروج إلى مناطق يسيطر عليها.

وأفادت مصادر محلية بأن مفاوضات تجري بين تنظيم "الدولة الإسلامية" وميليشيات "سوريا الديمقراطية" لإتمام صفقة سرية تقضي بانسحاب عناصر التنظيم من المدينة التي دمرتها معارك بين الجانبين استمرت أكثر من أربعة أشهر.

وقالت المصادر لـ"زمان الوصل" إن ما يؤكد هذه الأنباء وصول 5 حافلات إلى حي "المشلب" في الجزء الشرقي من المدينة، إضافة إلى دخول 5 حافلات من الجهة الشمالية قادمة من قرية "الأسدية"، مشيرة إلى أن الأمريكان يحضرون لعقد اجتماع خلال الأيام القليلة القادمة دعوا إليه شيوخ عشائر يتعاملون معهم بغرض التجهيز لإنشاء إدارة للرقة شبيه بتلك التي في "منبج".

وأفاد نشطاء بأن المفاوضات مستمرة منذ يوم الأحد الفائت، لكنها تعثرت نتيجة اشتراط عناصر التنظيم بالخروج بأسلحتهم الفردية باتجاه بادية "الميادين" و"البوكمال"، ما جعل القوات المدعومة أمريكيا تواصل قصفها على أحياء الرقة المحاصرة لإجبار التنظيم على الموافقة على نقل مسلحيه وعوائلهم ممن رفضوا الاستسلام ضمن حافلات باتجاه ريف الرقة الشرقي إلى بادية "الميادين" و"البوكمال"، فيما ينقل المدنيون إلى الريف الشمالي.

وذكرت حسابات موالية لتنظيم "الدولة"على مواقع التواصل الاجتماعي إن القصف تجدد على مدينة الرقة بعد تعثر المفاوضات الجارية عبر وسطاء حول اتفاق يقتضي بانسحاب مسلحي التنظيم خارج المدينة دون تعرضهم لقصف الطيران، منوهة إلى أن الخلافات كانت حول آلية التنفيذ.

وأكد المحسوبون على التنظيم خروج قسم من مسلحي "الدولة" من مدينة الرقة مساء الاثنين ضمن اتفاق لإخلاء المدينة على شكل مجموعات حسب بنود الاتفاق السري.

في المقابل ذكرت وسائل إعلام تابعة لحزب "الاتحاد الديمقراطي" إن مناطق في حي "النهضة"، ومحيط المشفى الوطني وحديقة "هارون الرشيد" شهدت اشتباكات متواصلة طيلة نهار اليوم بين مسلحي "قوات سوريا الديمقراطية" ومسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، إلى جانب تسلم بعض عناصر التنظيم أنفسهم.

وكان التحالف الدولي أعلن في بيان الثلاثاء أن ما يسمى "مجلس الرقة المدني" بالتعاون مع شيوخ القبائل العربية المحليين، يولي اهتماما خاصا بحماية المدنيين ومنع وقوع أزمة إنسانية كبيرة مع اقتراب سقوط عاصمة تنظيم "الدولة الإسلامية"، أما الذين يغادرون الرقة ممن كانوا يقاتلون إلى جانب التنظيم فسيتم تسليمهم إلى السلطات المحلية للمحاسبة، على حد وصف البيان.