في العيد لا مكان لك في المكتب ولا حتى عند بعض الأصدقاء , الكل مشغول بتناول المعجنات ورسائل الموبايل وتجربة الأحذية الصينية التي اشتروها .
ترهقك وسائل الإعلام بمج وعلك ما تبقى لديهم من كلمات معلبة ومصطنعة , تقتلك سطحية الموجود مع انك لست فيلسوفا .
في نهاية السهرة التلفزيونية يخرج السؤال الأزلي :
- ماذا تتمنى في العيد ؟؟
يبتسم الممثل او المطرب او " المعتر " ويتكلم عن المحبة والسلام والعدالة التي يتمنى ان تسود الأرض .
البارحة قالها دريد لحام مختلفة قليلا :
- أتمنى ... ان لا أرى سؤالا عالقا في عيني طفل .
لم ينتبه احد لما قاله " اللحام " لأنها استدارت بغنج وكشرت عن أسنانها وأنهت الندوة بصفقة وشكر وبعض الكلمات التي اعتذرت فيها عن ثقل ظلها من الضيوف والمشاهدين .
انا وبصراحة لو سألتموني عن أمنياتي في العيد أو على العام الجديد , لما طلبت ما تطلبه تلك الحزمة العريضة من الملائكة البشريين .
كنت طلبت وبكل بساطة ثمن ربطة خبز لجارتي العجوز , او ثياب للعيد لأرملة الحي هي وأطفالها .
طلب بسيط وبسيط تحقيقه حتى في ظل سقوط العولمة وهبوط براميل النفط والتدهور المالي العالمي .
ربطة خبز وحذاء .
كلمات ابسط من منشور معارضة وابلغ من بيان حزب .
انتظر رأس السنة بفارغ الصبر لأهرب من ثقل ظل السياسة والفن " للكنبة " التي تحتضنني انا وأمنياتي البسيطة التي تضحك الكل .
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية