أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بشار يحيي قصة قتل ابن عم رئيس العراق السابق على يد مخابراته.. عندما عزّى بـ"الطالباني"

بشار وطالباني - أرشيف

أعاد بشار الأسد إلى الذاكرة واحدة من قصص الإجرام الذي مارسته مخابرات النظام، عندما أرسل برقية تعزية بوفاة الرئيس العراقي السابق "جلال طالباني"، وجهت إلى الرئيس الحالي "فؤاد معصوم".

وقال بشار في برقيته إنه تلقى "نبأ وفاة فقيد العراق وسوريا، بمزيد من الحزن والأسى"، واصفا الفقيد بأنه "عايش أحداث البلدين بصدق وأمانة، ودافع عن مصالحهما بكفاءة وإخلاص، وبقي وفياً لمبادئه وثوابته التي انطلق منها، فكسب مودة الصديق واحترام الخصم".

وتابع بشار: "لقد حظي الرئيس جلال طالباني بمكانة خاصة في قلوب الشعب السوري، نتيجة انتمائه وحبه وإخلاصه لكل من عرفه وعمل معه".

هذه الكلمات المنمقة في التعزية بـ"طالباني"، أعادت التأكيد على الطبيعة الإجرامية الاستثنائية لنظام الأسد، الذي اعتاد قتل الناس ثم التباكي عليهم والمشي في جنازاتهم، ولعل من أوضح أمثلة ذلك قصة اعتقال وتعذيب وقتل "الدكتور فؤاد الطالباني" ابن عم "جلال الطالباني".

فوفقا للقصة المتواترة، اعتقل "فؤاد" في دمشق صيف عام 1989 بينما كان قادما من لندن في طريقه إلى كردستان العراق، وقد تولى التحقيق معه وتعذيبه بوحشية "علي مملوك" الذي كان يومها ضابطا في "المخابرات الجوية".

وكعادة مخابرات النظام، كان هناك تهمة جاهزة بحق "فؤاد طالياني" عليه الاعتراف بها، وإلا فإن التعذيب ومزيدا من التعذيب ينتظره، وقد كانت تهمة "فؤاد" محاولته مقابلة الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين بناء على أوامر وتعليمات من جلال طالباني، وبمعنى أخر فقد كان اعتقال "فؤاد" وتعذيبه رسالة تهديد واضحة موجهة إلى "جلال". 

ولأن "فؤاد" لم يعترف وفق ما أراد "مملوك"، فقد صب الأخير عليه جام تعذيبه، مسببا له عاهة دائمة (شلل)، قبل أن ينقل إلى سجن صيدنايا العسكري، حيث بقي هناك سنوات قبل أن يتم إطلاق سراحه وهو شبه جثة هامدة، ليلقى حتفه بعيد خروجه (إخراج المعتقلين وهم على حافة الموت أسلوب اشتهرت به مخابراته الأسد وعانى منه عدد كبير من ضحاياها).

وقد بقيت قصة تعذيب وتصفية "فؤاد" من ضمن الأسرار التي يحاذر "جلال" وغيره البوح بها، اتقاء لشرور نظام الأسد، ولم يتم الحديث عن الواقعة إلا عقب اندلاع الثورة السورية، وظهور ملامح تضعضع النظام.

وخلال مسيرته السياسية اصطدم "جلال طالباني" بالأسد (الأب والولد) ومخابراته، التي كانت تعامل عموم المعارضة العراقية (حينها) باحتقار ودونية، فضلا عن أسلوب التهديد والابتزاز.

وفي 2007، ساءت علاقات نظام الأسد بالحكومة العراقية، ولاسيما "طالباني" الذي كان رئيسا حينها، حيث تجرأ بشار في موقف استثنائي على دعم التدخل التركي في شمال العراق، بل إنه ذهب لحد وصف هذا التدخل العسكري بأنه حق مشروع.

وقد أخرج هذا التصريح "طالباني" عن صمته الطويل، فأدان ما قاله بشار واعتبره "تجاوزا خطيرا لكل الخطوط". 

وقال "طالباني" حينها: "تصريحات الأسد خطيرة وتتناقض مع روح التضامن العربي، وروح التضامن والتعاون السوري العراقي... كنت أمتنع دائما عن التعليق على المواقف السورية... لكن هذه المرة لم أستطع تحمل هذا التجاوز الخطير لكل الخطوط".

زمان الوصل
(211)    هل أعجبتك المقالة (147)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي