لم يعد انقلاب الموقف الأوروبي من الأزمة السورية والتوجه لقبول بشار الأسد في الحكم خلال المرحلة الانتقالية، وربما ما بعدها محض تحليلات أو تكهنات، ذلك أن الاتحاد الأوروبي في أكثر من موقف عبرت عنه مسؤولة السياسة الخارجية "فيدريكا موغريني" بات يميل إلى قبول الوضع الراهن، وقد كانت باريس أول من كشف عن موقفه الحقيقي من الأسد، حين قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ليس لديها مشكلة مع نظام بشار الأسد.
إذا نحن أمام تراجع قارة بأكملها عن مواقفها المتشددة (سابقا) من الأسد، بل والأكثر من ذلك محاولات بعض سفراء هذه الدول الضغط على المعارضة السورية للقبول ببقاء بشار الأسد، بينما ألمانية توفد مسؤولين أمنيين إلى النظام من أجل التعاون في ملف الإرهاب واللاجئين.
في الصيف الماضي، زار وفد استخباراتي أمني من الاتحاد الأوربي العاصمة دمشق وأجرى عدة لقاءات مع ضباط في المخابرات السورية، وطلبوا من أجهزة الأمن السورية التعاون في المجال الأمني، خصوصا بعد موجة الإرهاب التي غزت الدول الأوروبية، في بلجيكا وألمانيا وغيرها من الدول.
إلا أن المصادر الخاصة بـ"زمان الوصل" أكدت أن النظام طلب من الوفد الامني العمل عبر الأروقة السياسية، واشترط عليهم إعادة تفعيل سفاراته في الدول الأوروبية.
وقالت المصادر إن النظام دعا الأوروبيين إلى العمل من أجل إعادة تجميل صورة النظام في أوروبا مقابل التنسيق الأمني وتزويده بمعلومات أمنية عن اللاجئين الذين ينتشرون في الدول الأوروبية.
الاتحاد الأوروبي، ذهب إلى أبعد من ذلك في الأزمة السورية، وعلمت "زمان الوصل" من مصادر مطلعة في المعارضة السورية أن مبعوث هولندا للمعارضة السورية جيرارد ستيك اجتمع قبل أسبوعين مع رئيس الائتلاف الوطني "رياض سيف" في اسطنبول، وطلب بشكل مباشر منه القبول ببشار الأسد في المرحلة الانتقالية، الأمر الذي أثار استياء "سيف" خلال الاجتماع.
هذا التغير الأوروبي، أصبح على مستوى رسم السياسات الاستراتيجية عموما في أوروبا، ففي ورقة توصيات سياسية أصدرها مجلس العلاقات الأوروبية الخارجية – وحصلت "زمان الوصل" على نسخة منها- تشير هذه الورقة إلى توصيات سياسية من بينها عرقلة الجهود الأمريكية لمحاربة إيران في سوريا، إذ إن الاتحاد الأوروبي أصبح ينظر إلى إيران على أنها جزء من الحل وليس من المشكلة.
وتؤكد الدراسة على ضرورة التعهد بدرجة من الاستقرار في المناطق التي يسيطر عليها النظام، وهو ما نشرته "زمان الوصل" في وقت سابق، حيث نقلت عن مصدر في المعارضة أن موغريني تعمل على البدء بإعادة الإعمار من المناطق التي يسيطر عيها النظام.
وفي هذا السياق، علمت "زمان الوصل" من شخصية معارضة ان المستشار الفرنسي في السفارة الفرنسية بتركيا والمسؤول عن الملف السوري "فابريس ديسيبليشن"، أكد اعتراض بلاده على التوصيات الأوروبية حول الأزمة السورية، مشيرا إلى أن بلاده لن تقبل بهذه التوصيات.
عبدالله الغضوي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية