تمكنت قوات النظام، بمساندة الميليشيات الموالية، يوم أمس الأربعاء، من استعادة 80% من ريف سلمية الشرقي، والذي سيطرت عليه المقاومة السورية وتنظيم "الدولة الإسلامية" منذ العام 2012، إلا أن عملية السيطرة عليه كلفت النظام خسائر فادحة بالأرواح والمعدات.
وحسب مصادر ميدانية وأهلية موثوقة، خسرت قوات الأسد وحلفاؤها نحو 600 مقاتل، ثلثهم من ميليشيا "درع القلمون" و"لواء القدس"، إضافة إلى 12 مقاتلاً روسيّا من قوات "النخبة" في كتيبة "صيادي الدواعش"، وأكثر من 20 دبابة بمحيط ناحية "عقيربات"، وحدها.
وتقول التفاصيل التي حصلت عليها "زمان الوصل" من مصادر ميدانية وأهلية، إن قوات النظام وميليشياتها "درع القلمون"، تمكنت في الأيام 6 الأخيرة من إحداث خرق في دفاعات التنظيم، وذلك بعد سيطرتها على قريتي "سوحا" و"رسم العبايكة" جنوب غرب "عقيربات" بعد اشتباكات عنيفة بين الطرفين، قام خلالها تنظيم "الدولة" بتفجير عربة مفخخة برتل لقوات النظام، ما أدى لتدمير دبابتين وعدة آليات عسكرية، ومقتل نحو 25 عنصراً، معظمهم من الميليشيات الموالية، وذلك على أطراف قرية "سوحا".
وقالت مصادر عسكرية متابعة لتطورات معركة ريف حماة الشرقي لـ"زمان الوصل": "مع انطلاق معركة عقيربات (50 كم شرق مدينة سلمية) قبل 3 أشهر بدأت قوات النظام بتغيير تكتتكها الهجومي، بهدف تشتيت دفاعات التنظيم، أو هربا من الخسائر الفادحة التي تلقتها في المحور الغربي من عقيربات مطلع هذا العام". وأضاف أن النظام تمكّن من السيطرة على معظم ريف حماة الشرقي بفضل خطة عسكرية روسية، حيث هاجمت قواته التنظيم من المحور الشرقي والشمالي، وتمكنت من حصاره في جيب يشبه المستطيل في ريفي سلمية وحمص الشرقيين. ورداً على سؤال "زمان الوصل" عما حصل في 48 ساعة الماضية، حيث انهارت فجأة دفاعات التنظيم في قرى "أبو حنايا، أبو حبيلات، أم ميل، الجابرية والحردانة".
وقال المصدر العسكري إن قوات النظام وميليشيات "درع القلمون" و"خالد عيودة" سيطروا على قرى "حردانة وعكش" غرب قرية "سوحا"، وبذلك تمكّن من شطر الجيب الذي كان يحاصره إلى قسمين، ما دفع بعناصر التنظيم، التي تمكنت من قتل نحو 30 عنصراً من ميليشيات كل من "خالد عيودة، درع القلمون، درع الأمن العسكري" في قرية "أبو حنايا" للانسحاب باتجاه القسم الشرقي من الجيب المحاصر (شرق عقيربات) والذي يتصل بجبال (البلعاس، شاعر وأبو رجمين) الواقعة في باديتي حمص وحماة، حيث يتوقع أن تكون الجبال المذكورة الملجأ الأخير للتنظيم في سوريا، والتي يصعب اقتحامها من قبل قوات النظام بسبب صعوبة تضاريس الجبال المذكورة.
ويقدر عدد سكان "عقيربات" مع 30 قرية ومزرعة تابعة لها بنحو 50 ألف نسمة قبل الثورة، وتشتهر بتربية أغنام العواس وتصنع الألبان والأجبان بكميات كبيرة جداً على مستوى سوريا، وبسبب تعرضها للقصف بطيران النظام بعد سيطرة الجيش الحر عليها ومن بعده التنظيم في العام 2014، نزح نصف سكانها وقتها، وخلال الأيام الأخيرة نزح نحو 15 ألف شخص باتجاه محافظة إدلب عبر "وادي العذيب"، ولم يبقَ في "عقيربات" وقراها سوى بعض رعاة الأغنام وعدد قليل جداً من السكان.
ريف حمص - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية