"حازم الحريري".. إعدام دون محاكمة في "صيدنايا" بعد تمثيلية تلفزيونية

ركز النظام على تحويل المتظاهرين إلى إرهابيين وهذا ما حصل مع حازم


لم يكن الشاب الجامعي "حازم الحريري" العائد من الأردن إلى سوريا ذات يوم من عام 2012 يتوقع أن يتم اعتقاله في أقبية النظام ومساومته على الظهور على شاشاته وإلباسه عباءة "الإرهاب" طواعية وإرغامه على الاعتراف بتلقيه مبالغ مادية للخروج بمظاهرات ضد النظام السوري، مقابل كف التعذيب عنه، قبل أن يتم تحويله إلى سجن "صيدنايا" من ثم إعدامه دون محاكمة في نهاية عام 2014. 

ولد "حازم" المتحدّر من "معرة الحريري" بحلب بتاريخ 1/ 4/ 1992 لعائلة متوسطة الحال مكونة من أب يحمل شهادة الليسانس في الحقوق وأم تحمل ليسانس الأدب عربي وشقيقين أكبر منه، ودرس في مدرسة المتفوقين في "الجميلية"، وبعد تخرجه منها درس الإعدادية والثانوية ثم التحق بكلية الحقوق عام 2010 وفي عام 2012 غادر إلى الأردن ليعمل مع شقيقه "باسل" في توزيع المنتجات الغذائية في العاصمة عمان. 

ويروي "باسل الحريري" لـ"زمان الوصل" أن شقيقه عاد إلى سوريا في شهر كانون الثاني 2013 لتقديم امتحاناته في كلية الحقوق، حيث كان في السنة الثانية، وحاول -كما يقول- ثنيه عن العودة لأن البلاد كانت في أجواء حرب، محذراً إياه من خطورة اعتقاله أو اقتياده للجيش، ولكنه رفض وأصر على الرجوع.

وأردف محدثنا أن "حازم" دخل إلى سوريا مطلع 2013، وذهب إلى المنزل الذي استأجرته عائلته في دمشق بعد تدمير منزلها في حلب، وبدأ يتردد على جامعة حلب لتقديم الامتحانات بشكل طبيعي، لأن اسمه لم يكن معمماً ولم يشارك في الحراك السلمي. 

بعد انتهائه من أداء امتحاناته الجامعية عاد "حازم" إلى منزله في "مساكن برزة" بدمشق وبتاريخ 23/ 4/ 2013 داهم عناصر من الأمن السياسي منزله وطلبوا تفتيشه، وعندما لم يجدوا شيئاً خرجوا، ولكنهم عادوا بعد خمس دقائق واقتادوه لتختفي أخباره عن العائلة. 

حاولت عائلة حازم -كما يقول محدثنا- معرفة أي معلومات عنه أو عن مكان اعتقاله دون جدوى، وكان فرع الأمن السياسي يزعم أنه محتجز لفترة مؤقتة وسيُفرج عنه قريباً إذا لم يكن متهماً بشيء إلى أن ظهر بعد خمسة أشهر من اعتقاله على "الإخبارية" السورية ليدلي باعترافات غريبة ومنها ارتكابه أعمالاً إرهابية وتفجير ساحة "سعد الله الجابري" بحلب وبأنه ساهم باغتيال مدير مستشفى حلب الجامعي الدكتور "محمود تسابحجي" وهي اتهامات –حسب شقيقه- باطلة لا علاقة له بها ومعظمها جرى في الفترة التي كانت عائلته نازحة في دمشق، وكشف شقيق الضحية أن بعضاً ممن كانوا معتقلين مع حازم واُفرج عنهم فيما بعد أكدوا له أن المحققين لم يوجهوا له أي تهمة داخل الفرع الذي اعتقل فيه، وأن تلفيقات عُرضت عليه وطُلب منه أن يظهر على التلفزيون ويرددها مقابل أن يتم الكف عن تعذيبه فقبل بذلك.
وأردف محدثنا أن المحققين طلبوا من شقيقه أن ينكر أقواله التي سيدلي بها إذا ذهب إلى المحكمة ويقول إنها تمت تحت التعذيب ليُفرج عنه بعدها.

وأشار إلى أن شقيقه حُوّل بتاريخ 5/5 / 2014 إلى محكمة ميدانية في سجن "صيدنايا"، مضيفاً أن الخبر تم تسريبه عن طريق أحد الأشخاص ولكنه -كما يقول- لم يأخذ الخبر على محمل الجد آنذاك، لأن شقيقه كان معتقلاً في مدينة "الفيحاء" الرياضية نهاية العام 2013، وفي مطلع العام 2014 تم تحويله إلى فرع "الجبة" التابع للسياسية، ومن ثم إلى "صيدنايا" ليتم إعدامه بعد فترة لم تتجاوز الشهرين. وكشف محدثنا أن الكثير من الوسطاء والمتنفذين ابتزوا عائلته بالأموال مدّعين تأمين زيارة لهم أو أي معلومة عنه ولكن دون جدوى، إذ لم تتمكن العائلة من رؤيته أو التأكد من مكان اعتقاله إلى أن قضى تحت التعذيب. 

وكان المعتقل السابق "باسم صفو" الذي اعتقل مع "حازم" في ذات الفترة قبل نقله إلى "صيدنايا" قد روى على صفحته الشخصية في "فيسبوك" أن السجانين في فرع "الفيحاء" تكرموا على المعتقلين أواخر شتاء 2013 ببعض اللباس، مشيراً إلى أن اتفاقاً جرى بينه وبين الجلادين بأن يُعطى ما يحتاج من لباس وطعام ويكفوا الأذى عنه إذا اعترف أمام الكاميرات، لذلك كان في صحة أكثر من الباقين في الزنزانة دون أن يعرف ما الذي يُخبأ له. 



فارس الرفاعي -زمان الوصل
(138)    هل أعجبتك المقالة (169)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي