أثارت تصريحات وزير الإسكان في حكومة النظام "حسين عرنوس" حول مجمع "يلبغا" سلسلة من التعليقات الساخرة والمؤلمة التي عبرت عن وجهة نظر السوريين حتى الموالين منهم بنظام البعث وكيف عبث بسوريا، وسرق فاسدوه أموال الدولة السورية وبعثروها فيما بينهم.
مجمع "يلبغا" الديني يعتبر أحد أقدم المشاريع المتعثرة التي تتوسط العاصمة دمشق في شارع الثورة وأحد رموز فساد دولة البعث ورجالاتها، وهذا المشروع الذي بدأ في عهد الأسد الأب أواسط سبعينات القرن الماضي لم تستطع إنهاء مشاكله الفنية والقانونية كل الحكومات المتعاقبة وصولاً إلى حكومات العهد المجرم.
"حسين عرنوس" هدد في لقاء عدد من مدراء صفحات "فيسبوك" ببيع المجمع بالمزاد العلني ونقلت عنه صفحة "دمشق الآن": (اذا لم يتم إكساء مجمع يلبغا في دمشق خلال عام ونصف سيتم مصادرته وبيعه في المزاد العلني حسب القوانين والأنظمة).
وخلال اللقاء تحدث "عرنوس" عن عدة مشاريع تنوي حكومة النظام القيام بها في الفترة القادمة منها إعمار منطقة "الدخانية" بدمشق، وعقود ترحيل أنقاض "داريا" التي بدأت، ومشاريع إعادة الإعمار في المدينة.
أما ما أثار جنون الشبيحة والموالين فهو حديث "عرنوس" عن هدم وتنظيم حي "الورود" و"عش الورور" و"المزة 86" بعد تعافي البلاد على حد قوله، وهذه المناطق تضم جمهور الطائفيين الذين يقطنون تلك التجمعات التي تعتبر خزان الشبيحة في دمشق ومحيطها.
وعلق بعض هؤلاء الشبيحة بالقول: "هيك بيتكرمو الشهداء وابطال الجيش وك عيب حتى مجرد الحديث عن هالشي عيب"..."بدكن تشردو اهالي الشهداء كل واحد بياخد هيك قرار لازم يعدمو ميداني".
وبالعودة إلى مجمع "يلبغا" الديني فقد شن معلقون هجوماً ساخراً على الوزير واعتبروا حديثه مجرد دعابة، وقال أحد المعلقين إن إكساء المجمع سوف يجعل منهم ضائعين لأنه معلم تاريخي: (هاد المجمع ما بيصير يكسو ...هاد من أهم معالم دمشق عليم الله إذا بينكسا لتلت رباع العالم لضيع بالطرقات).
أحدهم ذكر الوزير بما حصل مع وزير الأوقاف السابق الذي عزل بتهمة الفساد لنفس المشروع وأنه فيما يبدو أن سرقة جديدة على حسابه يحضر لها: "الله يرحم الأيوبي وزير الأوقاف السابق لما عقد الهمة ليزبط المجمع وسلمه لمتعهد اتهموه بالفساد ورجع وقف المشروع ... عمو هاد المشروع في مين طمعان فيه وحاطط ايده عليه والجديد هلأ أنه بدهم يبيعوه بالمزاد العلني ... يعني قريباً رح نشوف سرقة علنية للمجمع يلي بوسط البلد ... علماً أنه هو تابع للأوقاف الإسلامية).
وقد حاول نظام البعث تغيير اسم المجمع إلى مجمع (باسل الأسد) أواخر 2014، إلا أنه عاد وعدل عن الفكرة، وكما جاء في "ويكيبديا" فإن جامع "يلبغا" هو جامع تاريخي يقع في دمشق على ضفّة نهر بردى (شارع المرجة) في 662 هـ في العهد المملوكي خارج سور دمشق، وقد تم ترميمه مرتين عام 803 هـ و847 هـ في عهد والي دمشق "سيف الدين يلبغا اليحياوي".
وقد ذكر "البديري الحلاق" في يومياته أن "أسعد باشا العظم" أمر بترميم وإصلاح المسجد سنة 1169 هـ.
وقد هدم المسجد المملوكي عام 1395 هـ وبني محله جامع أكبر يحمل نفس الاسم وهو جزء من مشروع لمجمع الذي لم ينته بعد أربعة عقود.
ناصر علي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية