أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"أم علاء" مبتورة من ريف إدلب تعيل 8 أطفال

باتت عاجزة عن إعالة فلذات أكبادها وتقديم ما يحتاجونه من أبسط مستلزمات الحياة

أمام أنقاض منزلها المدمر في بلدة "حيش" جنوب إدلب تجلس الأربعينية "فاطمة مناع الحلبي" مع أطفالها الثمانية منتظرة أن تمتد إليهم يد حانية، بعد أن فقدت قدمها اليمنى وأصيبت يدها اليسرى بالشلل، وباتت عاجزة عن إعالة فلذات أكبادها وتقديم ما يحتاجونه من أبسط مستلزمات الحياة. 

تزوجت "أم علاء" منذ سنوات وانتقلت من بلدتها "حيش" إلى ريف حماة، واضطرت للنزوح عام 2013 إلى مخيم "عابدين" الواقع بين "الهبيط" ومدينة إدلب، وفي اليوم التالي لمكوثها هناك قصفت إحدى طائرات النظام المخيمَ ببرميلين متفجرين قضى جراءهما 67 شخصاً وأصيبت قدمها اليمنى، فيما أصيبت يدها اليسرى بشلل، كما تروي لـ"زمان الوصل"، مضيفة أنها أُسعفت إلى "كفر نبل" ليتم بتر قدمها المصابة وإجراء عملية توصيل عصب ليدها ولكنها لم تنجح.

بعد أكثر من عام على إصابتها نزحت "أم علاء" إلى تركيا لتقطن في أحد المخيمات، وتلقت علاجاً في أحد المستشفيات هناك، حيث أُجريت لقدمها عملية ثانية كانت عبارة عن تصحيح بتر وتركيب طرف مجاني لقدمها المصابة لكنه كان بلا جدوى ولم تستطع التأقلم معه. 

وبعد حوالي 8 أشهر عادت إلى سوريا لتجد زوجها قد رمى أولادها في الشارع وتزوج عليها -كما تقول- ولم تعد قادرة على العودة إلى تركيا، فآثرت البقاء في بلدة "حيش" مسقط رأسها في بيت مستأجر لم يلبث أن تعرض للقصف، وبات أشبه بالعراء لا يقي حر الصيف ولا برد الشتاء.


ورغم ذلك تعيش تحت سقفه مع 8 أطفال 5 ذكور أكبرهم في 16 و3 بنات أكبرهن في 11 من عمرها، لا تملك إمكانية الإنفاق عليهم، نظراً لحالتها الصحية، تقول وهي تداري دموعها: "لا معيل لي سوى الله، كل شيء غالي والمعيشة الآن صعبة جداً في حيش". 

وعلاوة على معاناة البتر والشلل وضيق الحال دفعت "أم علاء" فاتورة الحرب غالياً، إذ فقدت 7 من أشقائها 3 شبان أحدهم "بشار مناع الحلبي" الذي توفي جرّاء الإصابة والإهمال في تركيا.

ونشرت "زمان الوصل" تقريراً عنه العام الماضي وشقيقة متزوجة وطفليها الصغيرين. 

وتشير "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" في تقرير لها عن الجرحى في سوريا إلى أن "ما لا يقلّ عن 1٫1 مليون شخص أصيبوا في سوريا منذ آذار مارس/2011، ما لا يقلّ عن 45٪ منهم نساء وأطفال، وما بين 10٪ إلى 15 ٪ تحولت إصاباتهم إلى حالات إعاقة أو بتر للأعضاء نتيجة القصف والمعارك.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(363)    هل أعجبتك المقالة (381)

رقم ام علاء من فضلكن للمس

2020-03-22

رقم ام علاء من فضلكن للمساعدة.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي