نفّذ أهالي بلدة "مزيارة" الواقعة في قضاء "زغرتا" اللبنانية منذ أيام حملة تهجير لعشرات اللاجئين فيها رداً على جريمة قتل شهدتها البلدة واتهم فيها اللاجئ السوري "باسل حمودي" الذي كان يعمل حارسا (ناطور) في أحد منازل البلدة، وقبل أن تكتمل الأدلة القضائية أو يثبت الاتهام، كانت الحملة قد بدأت باعتصام أمام مبنى بلدية "مزيارة" التي سارعت إلى إصدار قرار بترحيل جميع اللاجئين السوريين فيها ليعيشوا تهجيراً جديداً لا يقل قسوة عن تهجيرهم للمرة الأولى من بلادهم.
وأمهلت البلدية السكان حتى عصر الأربعاء 27 أيلول سبتمبر الجاري، لإتمام إخلاء البلدة من السوريين الذين يصل عددهم إلى نحو ألف لاجئ.
وروى أحد اللاجئين الذين تم تهجيرهم أن عدداً من شبان القرى المجاورة وعناصر البلديات وجماعة تبييض الوجوه كانوا يستقلون سيارات رباعية الدفع وداهموا سكن السوريين وخصوصاً تجمع الشباب وووجهوا لهم الإهانات والشتائم والتهديد والوعيد بضرورة الخروج من "مزيارة" قبل الساعة 7 صباحاً، وإلا سيكون مصيرهم الضرب والترحيل بالقوة.
وكشف محدثنا، الذي فضّل عدم ذكر اسمه لـ"زمان الوصل"، أن عدداً من الشباب اللاجئين خرجوا في الصباح الباكر، فأمسك بهم أهالي البلدة بحجة أنهم خرجوا في وقت مبكر، وتم اقتيادهم إلى المخفر ليتم احتجازهم إلى مابعد الساعة الثانية ظهراً، فيما قام عدد من أبناء "مزيارة" -كما يقول- بطرق أبواب اللاجئين وإمهالهم ساعتين فقط للخروج، والكثير من العائلات كما يؤكد -لم يكونوا قد أمنوا مكان سكن جديد.
وأشار محدثنا إلى أن أكثر العائلات المرحّلة عنوة تعيش مكدسة فوق بعضها البعض ومشتتة في أماكن متفرقة بقرى وبلدات "دير نبوح" و"الفوار"و"الضنية" وفي "البقاع"، و"زغرتا"، و"طرابلس"، مضيفاً أن "الأكثرية ممن ليس لديهم أقارب أو معارف في تلك المناطق نزحوا إلى قرى مجاورة لـ"مزيارة"، ولكن التهديدات من قبل أهاليها لا زالت تلاحقهم بالخروج من هذه القرى لأنهم أصحاب قرار وهم من يزودونها بالمياه.
ولفت محدثنا إلى أنه مع عدد من العائلات ويبلغ عددهم حوالي ألف شخص ذهبوا إلى قرية "زغرت غرين" في "الضنية"، ولكن رئيس البلدية اعترض على إيوائهم ولجأ إلى قطع المياه عن القرية.
وأردف أن السكن في القرية المذكورة أشبه بـ"زريبة للماعز والأغنام"، حيث تفتقر لأبسط الشروط الإنسانية بما فيها المياه، مشيراً إلى أن أهالي القرى المحيطة رفضوا إعطاءهم الماء طالبين منهم أن يشتروه من البقاليات علماً أن أهالي "مزيارة" يحتجزون -كما يؤكد- 80 % من أجرة العمال السوريين الذين كانوا يشتغلون لديهم في مهن وأعمال متعددة.
وبدوره أكد الناشط "محمد القصاب" أن من صالح اللاجئين السوريين في "مزيارة" الخروج منها حفاظاً على حياتهم وخوفاً من ردات الفعل والانتقام و"خاصة في مجتمع كالمجتمع المسيحي".
ولفت إلى أن "ما حصل أثر على معظم اللاجئين في كل لبنان وليس على لاجئي مزيارة فحسب، ومن المؤسف أن يستتبع الخطأ الفردي عقوبة جماعية لأناس لا علاقة لهم بالأمر لا من قريب ولا من بعيد".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية