اختيرت الطفلة السورية اللاجئة "نجوى فتوح" ضمن مجموعة مرشحين من كل أنحاء العالم لجائزة "أطفال السلام" التي تمنحها منظمة "kids right" للأشخاص الفاعلين الذين يحاربون من أجل ترسيخ حقوق الأطفال، ونشر الوعي ومنح الأمل في العالم بسبب دأبها على تعليم الأطفال السوريين في أحد المراكز التعليمية ببيروت وسعيها لإعطاء الأمل للآخرين بعد أن حُرمت بداية من تكميل تعليمها بسبب التهجير والحرب.
وتشير إحصائيات غير رسمية إلى أن ما يقدر بـ 250 ألف طفل سوري خارج المدارس في لبنان.
ولدت نجوى (16 سنة) في مدينة "القصير" بريف حمص وبسبب ظروف الحرب اضطرت قبل أربع سنوات إلى مغادرة منزلها إلى دمشق، ومن هناك نزحت إلى لبنان وخلال تلك الفترة استمرت بتلقي تعليمها رغم التنقلات الكثيرة والصعبة وحالة الضياع التي عاشتها -كما تروي لـ"زمان الوصل"- مضيفة أنها عاشت في مخيم "شاتيلا" للاجئين الفلسطينيين.
وحاولت الالتحاق بالمدارس هناك ولكنها لم تفلح بسبب حاجتها إلى شهادة تثبت المرحلة التي وصلت إليها حتى تتمكن من مواصلة دراستها في لبنان، رغم أن أشقاءها الأصغر منها تمكنوا من دخول المدارس وإكمال تعليمهم.
وتضيف نجوى أنها مرت بأوقات فراغ طويلة، ولم ترغب أن تجلس في المنزل تندب حظها فلجأت إلى جمعية "SB Over Seas" في مركز "بكرى أحلى" القريب من منزلها، والتي تقدم للأطفال السوريين ممن ليس لديهم فرص تعليم وتساعد النساء على تعليم مهن الخياطة والحياكة وغيرها.
وعرضت على إدارة المركز -كما تقول- التطوع لمساعدة الأطفال في دراستهم وتقديم المساعدة التي حُرمت منها، فتم قبولها لتكون أصغر متطوعة في المركز. وبعد أن خضعت لعدة دورات تأهيل بدأت بتعليم الأطفال اللغة العربية والرياضيات والإنكليزية التي تتقنها جيداً، بالإضافة لتنظيم ورشات عمل فنية لهم، وبدأت تطور نفسها يوماً بعد يوم مع هؤلاء الأطفال الذين علموها أشياء كثيرة، إلى جانب تشجيع وسطها الأسري لها في كل خطوة كانت تخطوها.
بعد سنة من عملها التطوعي تمكنت نجوى من تأمين الأوراق اللازمة لتصديق شهادتها مع شهادات المدارس اللبنانية واستطاعت الالتحاق بمدرسة "جبران تويني" ببيروت التي تدرس الصف الحادي عشر فيها حالياً.
ولفتت نجوى إلى أنها واجهت صعوبات أول دخولها المدرسة كونها السورية الوحيدة في الصف، وكانت -كما تقول- تلتزم الهدوء الصمت وتتجنب الاختلاط مع رفاقها في الصف بداية دراستها وتقضي أوقاتها خلال الفرص الدرسية في قراءة الكتب والروايات، ولكنها بعد فترة قصيرة بدأت الانخراط برفاقها أكثر بسبب طبيعتها الاجتماعية وتفوقها، ورغم انشغالها بالتحصيل العلمي تابعت الطفلة القادمة من ضفاف العاصي عملها في مركز "بكرى أحلى" الذي رشحها لجائزة السلام 2017 وهي الجائزة التي تمنحها منظمة "يونيسيف" للأطفال والشبان بين 11 و18 سنة من 55 دولة حول العالم.
ومن المقرر أن يقام حفل تسليم الجوائز في الولايات المتحدة الأمريكية منتصف تشرين الثاني نوفمبر القادم وتعيين الفائز سفيراً للنوايا الحسنة لدى منظمة "kids right".
وإلى جانب مساعدة الأطفال اللاجئين على التعليم والاندماج في المجتمع المضيف شاركت نجوى بصنع أفلام وثائقية تم عرضها في بيروت، واشتغلت على الكثير من الورشات التي تخص العمل السينمائي.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية