مع تقدم ميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" تحت غطاء جوي يوفره التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في منطقة "الصور" بريف دير الزور الشمالي والمحاذي لبلدة "مركدة" جنوب الحسكة، تزايدت أعداد الأهالي الفارين من المعارك وسط أوضاع إنسانية غاية في الصعوبة.
وأكد الناشط "محمد الخضر" من أهالي منطقة "مركدة" إن سكانها هربوا بسبب تخوفهم من قصف الطيران الحربي نتيجة ما حصل في الرقة ودير الزور من قصف لبعض المخيمات العشوائية على ضفتي نهر الفرات، مشيراً إلى أن انتقال المعارك إلى بلدة "الصور" أدى لإغلاق المنفذ الوحيد لهروب ونزوح الكثير من أهالي "مركدة" التي تحاول الميليشيات المدعومة أمريكياً حصارها في المعركة الأخيرة عبر السيطرة على "الصور" والتوجه نحو الحدود مع العراق.
وأوضح "الخضر" أن الأهالي شرعوا بحركة نزوح عكسية من "مركدة" باتجاه "الميادين" بريف دير الزور بسبب إغلاق مسلحي "سوريا الديمقراطية" الطرق المؤدية الى مركز الحسكة ومخيمي "قانا" و"الهول".
وحسب الناشط، فإنه قبل اندلاع الاشتباكات بين "سوريا الديمقراطية" و"الدولة" ضمن معركة "عاصفة الجزيرة" في 9 أيلول/سبتمبر الجاري كانت المعارك تتركز شمال "مركدة" على جبهات "الشدادي" حتى تصاعدت الغارات الجوية لطائرات التحالف الدولي، والتي استهدفت قبيل انطلاق الحملة ضد التنظيم نقاط عدة بريف "مركدة" آخرها تسبب بمقتل أربع نساء ورجل إضافة لستة أفراد من عائلة عراقية لاجئة في البلدة، وهذا ما دفع جميع السكان بالتفكير الجدي بالهروب من المنطقة، فتوجه المئات إلى جنوب "مركدة" والبادية وسط ظروف إنسانية صعبة وارتفاع درجات الحرارة والنقص الحاد في المياه والمواد الغذائية.
ومع اقتراب المعارك من مناطق هؤلاء النازحين يعمق معاناتهم خاصة أنهم يعيشون حالة ترقب نتيجة المعارك والاشتباكات الحاصلة والتي ستعتبر نقطة تحول هامة في حياتهم إلى جانب تخوف من مستقبل قريب مجهول كون أغلبهم مطلوبين لقوات النظام و"وحدات الحماية الكردية" وهم معزولون عن مركز الحسكة ولا يستطيعون دخولها منذ مدة طويلة.
*الوضع المعيشي قبل المعارك
الأوضاع المعيشية كانت ومازالت تسير نحو الأسوأ وسط انقطاع الإغاثة عن "مركدة" بشكل تام منذ مدة طويلة وعدم وجود منظمات إغاثية نشطة في البلدة، إضافة لقلة توفر المواد الغذائية وأسعارها المرتفعة بسبب الطرق المقطوعة من وإلى مركز الحسكة وارتفاع سعر صرف الدولار.
ويشتكي الأهالي قبل اندلاع هذه المعركة (عاصفة الجزيرة) من نقص الرعاية الصحية وخصوصا ما يخص الأمراض النسائية تحت حكم التنظيم وعدم توفر كادر طبي ونقص حاد في الأدوية، فيما تحولت المدارس لمساكن تؤوي أهالي القرى النازحين بدلاً من بيوتهم الطينية.
وما ضاعف هذه المعاناة والظروف المعيشية القاسية في المنطقة شبه الصحراوية توقف الفرن الآلي في البلدة عن العمل منذ أشهر طويلة وكانت تصل كميات منه عبر منطقة "الصور" من دير الزور، هذا إلى جانب انقطاع التيار الكهربائي والاعتماد على المولدات المنزلية الخاصة، بينما كانت مياه الشرب تنقل أيضاً بصهاريج من منطقة "الصبحة" بريف دير الزور والتي سيطرت عليها قوات النظام مؤخراً، فيما تقتصر الاتصالات على النت الفضائي في بلدة "الحصين" والمراقب من قبل عناصر التنظيم.
هذا الوضع المتردي في "مركدة" جعلها بيئة مناسبة لدى التنظيم يستطيع تجنيد الأطفال في صفوفه للحصول على قوة بشرية يحتاجها مع زيادة عدد الجبهات لديه، فيما يستطيع ذوو الطفل المنتسب الحصول على الراتب الشهري يعينهم على تجاوز حالة الفقر المدقع العمومية في المنطقة ومساعدة أسرهم في الصعوبات المعيشية.
في الوضع الطبيعي كانت أسعار المواد الغذائية على النحو التالي:
(رز مصري 665 ل.س – حليب 225 ل.س - سكر 550 ل.س- اللحم الأحمر 2500 ل.س- فروج 1100 ل.س- ربطة الخبز 150 ل.س- دبس بندورة 900 ل.س- زيت نباتي 800 ل.س.
وأسعار المحروقات هي: (مازوت مكرر 120 ل.س– بنزين مكرر 200 ل.س)ـ بينما لا يتوفر الغاز المنزلي نهائياً فيما يصرف الدولار بنحو 520 ل.س.
الحسكة - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية