يثير تسلم القضاء الألماني الذي يحقق حول نظام بشار الأسد اليوم الجمعة نحو 27 ألف صورة غير منشورة لمعتقلين تمت تصفيتهم في معتقلات الأسد سربها "قيصر"، يثير مجددا الحديث عن واحدة من أفظع المآسي التي يعيشها السوريون نتيجة جرائم مروعة ارتكبها نظام الأسد بالدليل الدامغ قبل اختراع تنظيم "الدولة" و"جبهة النصرة" وتوابعهما من فروع التطرف الذي كان لاحقة لظلم يفوق تحمله قدرة البشر العاديين.
الصور التي تسلمها القضاء الألماني من "المركز الأوروبي للحقوق الدستورية ولحقوق الإنسان"، سبقها نشر أكثر من 50 ألف صورة لنحو 11 ألف معتقل قضوا تعذيبا في أقبية مخابرات الأسد، بعد جهد استثنائي من "قيصر" وفريق عمله بدأ في أيلول سبتمبر/2011 واستمر حتى آب أغسطس/2013.
وسبق لـ"زمان الوصل" أن تابعت مراحل كشف خيوط "جريمة العصر"، وانفردت بنشر حوار مع المنسق العام لعملية تسريب الصور التي هزت ضمير العالم، والمسؤول المباشر عن أرشفتها، قبل أن تخرج صور "قيصر" لتجول في عواصم ومدن القرار العالمي واشنطن ونيويورك ولندن وباريس ولاهاي والآن في برلين دون جدوى حتى الآن، رغم اعتبار منظمات حقوقية أن الصور دليل دامغ على ارتكاب مخابرات وقوات الأسد جرائم ضد الإنسانية في معتقلاته.
وفي أحدث شهادة على "جريمة العصر" نقلت صحيفة "الحياة" اللندنية عن الأمين العام لـ(المركز الأوروبي للحقوق الدستورية ولحقوق الإنسان) "وولفغانغ كاليك" إن "هذه الصور تظهر التعذيب المنهجي الذي يمارس من قبل نظام الأسد ... حتى الآن ليس هناك أي محققين دوليين أو مدعين عامين في دول أخرى أو محاكم اطلعوا على هذه المعلومات".
وتابع أن النيابة العامة الفدرالية الألمانية "هي السلطة الأولى التي تعاملت مع هذه المعلومات والتي قد تستخدم من أجل إصدار مذكرات اعتقال دولية ضد مرتكبي هذه الجرائم من النظام السوري".
وأضافت المنظمة أن البيانات المرفقة بالصور يمكن أن تتضمن معلومات مهمة للمحققين حول أماكن اتخاذ الصور أو تواريخها. كما أن الصور التقطت بجودة عالية وهو عامل مهم عند البحث عن أدلة.
وحسب "الحياة" تقدمت المنظمة مع "قيصر" بشكوى أمام النيابة العامة الفدرالية ضد مسؤولين كبار في الاستخبارات والشرطة العسكرية السورية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وتستند المبادرة إلى مبدأ الصلاحية القانونية العالمية الذي يتيح لدولة ملاحقة مرتكبي الجرائم أياً كانت جنسياتهم أو المكان الذي ارتكبوا فيه هذه الجرائم. وألمانيا من الدول النادرة في العالم التي تطبق هذا المبدأ.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية