افتُتح في محافظة إدلب منذ أيام "مركز الكرامة المجتمعي" الذي يسعى إلى تقديم خدمات مجانية لأهالي المدينة وريفها بمختلف مجالاتها الإنسانية والنفسية والتعليمية، بهدف إعادة تأهيل المجتمع الذي أنهكته الحرب هناك.
ولفتت مديرة المركز "شذى بركات" لـ"زمان الوصل" إلى أن إنشاء هذا المركز الأول من نوعه يأتي لتقديم شيء لأهلنا في محافظة إدلب المنسية، وتولت إنشاء المركز –كما تقول- منظمة "شفق" وهي منظمة أهلية غير ربحية مستقلة تأسست رسمياً في تركيا عام 2013 بهدف تقديم الخدمات الإنسانية للناس الأكثر ضعفاً، بغض النظر عن الدين والعرق واللون والانتماءات السياسية".
وعملت في مجال تقديم الطبابة والدعم الصحي لأهالي المخيمات والمناطق المنكوبة وفي مشروع لدعم المتضررين من الحرب كالأطفال والنساء وفئات المجتمع الأخرى.
بركات أشارت إلى أن التجهيز لـ"مركز الكرامة المجتمعي" استغرق أكثر من 3 أشهر ويسعى المشروع إلى استثمار كل الجهود الموجودة في إدلب وما حولها من ريف قريب وبعيد، ووضع آلية لتأهيل المجتمع ليقف على قدميه من جديد ويعود مجتمعاً قوياً متجانساً، وبخاصة أن المنطقة -كما تقول- تمر بظروف عصيبة وتحولت إلى حاضنة لكل السوريين النازحين من أراضيهم بفعل الهدن والحصار والقتل والتدمير ومخططات التغيير الديموغرافي التي تسير على قدم وساق في مختلف أنحاء سوريا.
يتألف مبنى "مركز الكرامة" من 3 طوابق وحديقتين وباحة كبيرة وملعب سلة وكرة يد، وخصص الطابق الأول للدورات التدريبية للشباب ومخبر للفيزياء والكيمياء والعلوم يتم استكمال تجهيزاته، ومن المؤمل أن يقدم خدمات تعليمية، تربوية توعوية، وبرامج دعم نفسي وحماية لأهل الداخل بجميع فئاتهم.
ولفتت "بركات" إلى أن المركز يضم مثلاً قسماً للتعليم يتضمن دورات تعليمية تستند على تعليم منهجي يعتمد على رفع المستوى للمتسربين دراسياً أو المتأخرين في بعض المواد المنهجية كـ"الفيزياء" و"الرياضيات" وحتى مادتي اللغة العربية والإنكليزية، وهناك -كما تقول- دورات في المحاسبة التجارية والكمبيوتر وغيرها. وأشارت "بركات" إلى أن المناطق المحررة عانت في السنوات الماضية من انقطاع المعلمين عن التعليم وباتوا بدورهم بحاجة لدورات في التربية كتربية النفس والأطفال والتعلم النشط والتواصل مع الطرائق الحديثة في التعليم، ولذلك سينظم المركز لهم دورات تأهيل لهم ليتمكنوا من مساعدة الأطفال في المدارس وتعليمهم بشكل علمي ومنهجي، إلى جانب دورات متنوعة في التدريب المهني كصيانة الموبايلات أو الأدوات الالكترونية أو حتى في الطاقة الشمسية أو صيانة الحاسوب. وأضافت "ثمة دورات لتدريب النساء والآنسات على مهن تخصّهن كالتطريز والخياطة والإسعاف الأولي ومعالجة الحروق، فعلى عاتقهن يقع حمل ثقيل في غياب المعيل إن كان شهيداً أو معتقلاً أو مفقوداً أو نازحاً".
وحسب "بركات" فإن المركز ينوي إقامة دورات في إدارة الموارد البشرية المتوجهة للشباب ودورات في إدارة المشاريع التنموية والمراقبة والترقيم والتدريب القيادي للشباب ومهارات إدارة الأعمال وإدارة وتطوير الذات وهندسة المجتمعات. علاوة على الدورات التوعوية الاجتماعية، فهناك-بحسب بركات- العديد من المشكلات النفسية والاجتماعية التي خلّفتها الحرب للأشخاص الذين فقدوا عزيزاً أو من فقدوا أطراف من أجسادهم أو فقدوا الأماكن التي كانوا يعيشون فيها، وخاصة بالنسبة لكبار السن ومساعدتهم على تجاوز هذه المحنة، وإعادة اندماجهم بالمجتمع وكذلك توعية البنات والشباب المقبلين على الزواج ودورات في الصحة وتعزيز الشخصية والقدرة على الاندماج بالمجتمع.
وأكدت "بركات" أن من المهام التي أخذها مركز "الكرامة" على عاتقه إيجاد سبل لعيش الناس، حيث سيتم تنظيم دورات مهنية يتمكن الملتحقون بها من إتقان مهنة وافتتاح محال ليكسبوا من خلالها لقمة عيشهم بطريقة صحيحة، وستقوم منظمة "شفق" بمنحهم مبالغ يتمكنوا من خلالها من افتتاح هذه المشاريع الصغيرة.
وأشارت الناشطة في التعليم والتمكين إلى أن عمل المركز "بدأ فعلياً قبل افتتاحه، حيث جالت فرق متخصصة على مراكز الإيواء والمدارس الصيفية وقدمت العديد من النشاطات للأطفال من دعم نفسي ورياضة وإيجاد بعض الحلول للحالات الفردية التي هي بحاجة للمساعدة، وشملت النشاطات ألعاباً حركية للأطفال ورسومات على الوجوه بمشاركة شخصيات كرتونية.
وبلغ عدد الأطفال الذين تم استهدافهم في هذه الأنشطة أكثر من 3 آلاف طفل في مختلف أنحاء إدلب وريفها.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية