أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"آخر حصون التراث".. وثائقي يتناول حماية الآثار من النظام والتنظيم

الفيلم مدته 55 دقيقة

أنجز المخرج الفرنسي "جان لوك ريموند" فيلماً وثائقياً بعنوان "سورية آخر حصون التراث" كرسالة وفاء للأشخاص الذين يعملون في الظل والأبطال الذين لا نسمع عنهم إلا خبراً عابراً ينعي إلينا استشهادهم"، كما جاء في التعريف بالفيلم الذي عُرض منذ أيام في معهد العالم العربي، وشهد إقبالاً جماهيرياً واسعاً.

وتعاقد مخرج الفيلم مع القناة الفرنسية الخامسة على إنجاز فلم وثائقي عن جرائم تنظيم "الدولة الإسلامية" بحق التراث في سوريا والعراق -كما يقول مدير البيت التدمري وأحد المشاركين في الفيلم"- "محمد طه" لـ"زمان الوصل" مشيراً إلى أن مخرج الفيلم كأغلب الأوربيين لم يكن لديه الاطلاع الكافي عما يجري في سوريا وبعد نقاشات طويلة بين فريق الفيلم من السوريين والمخرج قرر المغامرة وتغيير منحى الفلم ليصبح الحديث عن المجتمع المدني المغيّب إعلامياً.

وتابع محدثنا أن الفيلم الذي بلغت مدته 55 دقيقة يتناول قصص أربعة أشخاص مدنيين قدموا ما أمكنهم في سبيل حماية التراث من جهة وتوثيق الإجرام بحق هذا التراث أياً كان المجرم، ومن هؤلاء الأشخاص الناشط "ابراهيم المطلق" الذي قدم حياته في سبيل توثيق جرائم التدمير التي ارتكبها النظام المجرم بحق آثارنا وأهلنا. 

وأضاف "طه" أن "المطلق" شاب تدمري غير معروف وهو من قام بتصوير غالبية ما نراه من صور وفيديوهات الحراك في تدمر وتوثيق الجرائم بحق آثارنا، ورغم أنه اعتقل وقضى تحت التعذيب في أقبية النظام، إلا أنه لم يذكر اسماً واحداً ممن عمل معه في تدمر.

وأوضح "طه" أن صورة "المطلق" وضعت في الفيلم كتكريم له، وكان يفترض أن يهدى الفيلم لروحه، ولكن قوانين التلفزيونات في فرنسا تمنع إهداء الأعمال الفنية لمتوفين فتم إهداء الفيلم إلى المجتمع المدني السوري.

وكشف محدثنا أن المطلق قال له في آخر محادثة معه قبل أن يعتقل ويستشهد تحت التعذيب "أعلم أن الموت الآن مجاني ولا أريد أن يكون موتي بلا قيمة" فوعده--كما يقول- أن يعلم العالم بأسره بالحقيقة وأن يعلم الناس من هو البطل الحقيقي" وجاء الفيلم ليظهر للناس والتاريخ ماذا فعل هذا البطل.
ويُذكر أن "ابراهيم المطلق" اعتقل في تدمر من خلال إيقاعه عن طريق فتاة ادعت أنها ناشطة، لكنه تمكن من إخفاء كل الأرشيف الذي أنتجه قبل أن يعتقل وقبل أن يصل الأرشيف لأيدٍ أمينة للاستفادة منه كلياً من خلال الفيلم.

واستدرك "طه" أن "دور ابراهيم في كونه يمثل طبقة واسعة وهائلة الكم من الأبطال المجهولين الذين لا نعلم عنهم شيئا فيما يستثمر آخرون ما قاموا به إما للتجارة أو للشهرة. وأردنا إنصاف هذه الطبقة من خلال إبراهيم وأمثاله". 

وأردف أن "لوك ريموند" استمد فكرة الفيلم من ضميره الحي الذي أوحى له بتغيير منحى الفلم بشكل كامل بعد إطلاعه من قبلنا على حقيقة ما يجري هناك بشكل عام وبموضوع التراث بشكل خاص، مضيفاً أن عدداً من نشطاء المجتمع المدني تمكنوا من توثيق ما يجري بشكل مرئي ومكتوب وهذا شكل مادة الفيلم الخام نظراً لصعوبة الذهاب إلى سوريا وتوثيق يوميات الحرب في تدمر ولا يقتصر الفيلم على تدمر بل يتحدث عن حماية الآثار في سوريا والعراق. 

"طه" كشف أن إشكالية سببت نوعاً من الحصار على الفيلم رغم أنه أنجز منذ عام وهي أن الفيلم تمكن من إدانة اليونسكو وفضح عجزها في تقديم أي شيء لحماية التراث بل تبنت وتواطأت مع وجهة نظر النظام السوري.

وأردف محدثنا أن فيلم "سوريا آخر حصون التراث" ليس الفيلم الأول الذي يتحدث عما أصاب الآثار السورية من نهب وتدمير وتهريب، ولكنه الفيلم الأول الذي يتحدث عن المجتمع المدني ويدين المجرمين بالاسم تنظيم "الدولة" ونظام الأسد فيما غالبية الأفلام السابقة كانت عامة وتبتعد عن إدانة النظام، ولم تعالج قضية أخلاقية وهي العرفان بدور السكان العاديين في حماية و تطوير بلدانهم.

وختم محدثنا أن "البكاء على الحجارة لا يعني شيئاً إن لم يترافق ذلك مع الاهتمام لما يجري بحق السكان الذين يعيشون مع الحجارة وإلى جانبها. 


فارس الرفاعي - زمان الوصل
(153)    هل أعجبتك المقالة (141)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي