جدد المجلس المحلي في ناحية "عقيربات" وريفها بريف حماة، مناشداته للمنظمات الدولية والإنسانية ومجلس الأمن الدولي، لفك الحصار عن أهالي "عقيربات" وتخليصهم مما أسماها "الفاجعة قبل أن تقع"، واصفا ما يحدث بأنه "أسوأ مجاعة يشهدها العالم المتحضر والذي يدعي الدفاع عن حقوق الإنسان".
وقال رئيس المجلس المحلي "أحمد الحموي" إن مأساة المحاصرين في "وادي العذيب" بعد فرارهم من سيطرة تنظيم "الدولة" في "عقيربات" ماتزال مستمرة مستكملة شهرها الأول وسط ظروف إنسانية كارثية، تهدد حياة ما يزيد عن 8 آلاف نسمة، بالإضافة إلى نحو 6 آلاف نسمة في تجمع "الجابرية" في ريف حمص الشرقي.
وفي تصريح لـ"زمان الوصل" بيّن رئيس المجلس أن استمرار الحصار الجائر وعدم اكتراث المنظمات الدولية والإنسانية يهدد المحاصرين بالموت جوعاً وعطشاً.
ولفت إلى أن المواد الغذائية القليلة التي بحوزتهم شارفت على الانتهاء، وكذلك المياه التي لا تصلح للشرب، موضحا أن مياه هذه المنطقة كبريتية، وأن المحاصرين يعتمدون على بئر واحد لا يكفي لهذا العدد الكبير، عدا عن أنها أدت إلى انتشار الأمراض الكثيرة بينهم، وكذلك انعدام الخبز والطحين، حيث باتوا لا يملكون ما يسد رمقهم مما يهدد بوقوع المجاعة الكبرى.
وأوضح رئيس المجلس "إن هذا النقص الكبير في المواد الغذائية والمياه غير الصالحة للشرب، أدت إلى وقوع وفيات بين الأطفال المحاصرين، وتم توثيق حالتي وفاة من الأطفال بسبب سوء التغذية وتلوث المياه وانتشار الأمراض الكثيرة بين الأطفال المحاصرين من يرقان وسوء تغذية، وكذلك حالات جفاف وحمى".
ويعيش المحاصرون في منطقة صحراوية لا تملك أيا من مقومات الحياة، لا يملكون ما يقيهم حر الشمس، فهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء دون وجود خيام أو سقف يقيهم لهيب شمس الصحراء، ما أدى إلى إصابة الكثير منهم بالحمى وضربات الشمس، حسب "الحموي".
ولفت رئيس المجلس إلى أن الوضع الصحي ليس أفضل حالا من الوضع الإنساني، فلا وجود لأي نوع من الأدوية ولا حتى أدوية الأمراض المزمنة، مثل الضغط والسكر والقلب، حيث سجل حالة وفاة لرجل يعاني مرض القلب ونتيجة انعدام الدواء توفي، وكذلك حال المرضى الذين لم يتلقوا العلاج مما يهدد حياتهم.
وأكد أن حليب الأطفال غير متوفر مما سبب سوء تغذية للأطفال الرضع وحالات وفاة تجاوزت الأربع حالات، كذلك حال المصابين والجرحى الذين أصيبوا جراء استهداف التجمع من قبل قوات الأسد والطائرات الروسية، حيث إنه لم يقدم لهم أي إسعافات واعتمدوا في علاجهم على الطرق البدائية من الكي بالنار وغيرها.
وأشار رئيس المجلس إلى أن بعض العائلات استطاعت العبور إلى بر الأمان والوصول الى الشمال المحرر، وخاطرت بأرواحها في ظل استهداف حواجز الأسد لقوافل عبورهم مما أدى إلى مقتل نازحين وعدة إصابات في صفوفهم.
وكشف أن عدد العائلات التي تمكنت من العبور لا يتجاوز 300 عائلة وهو رقم لا يشكل 5 بالمئة من عدد المحاصرين.
حماة - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية