روى قريب للمحامي "عبيد آغا الكعكجي" الذي قضى في غارة لطيران التحالف على منزله بالرقة منذ أيام تفاصيل عن حياته وعمله ونشاطه الإنساني في مساعدة نازحي الحرب قبل أن يقضي جراء سقوط جدار عليه بعد استهداف منزله في حي "البحري" وسط المدينة القديمة.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لـ"الكعكجي" بعد إخراجه من تحت الأنقاض، حيث بدت الأتربة والدماء تغطي وجهه ولحيته البيضاء وشعره الكثيف وآثار الذهول والألم تكسو ملامحه.
ولفت "هاني الكعجكي" لـ"زمان الوصل" إلى أن المحامي الراحل ينتمي إلى عشيرة "البحري الطائية"، وولد في منزل جده الكبير "عبيد آغا الكعكجي"، الذي كان رئيساً لبلدية الرقة في الثلاثينات من القرن الماضي، وكان البيت الكبير الذي سُمي بـ"أوضة كعكجي" -كما يقول محدثنا- يحوي مضافة العائلة، وتوفي والده "أحمد عبيد الكعكجي"، ولم يكن قد تجاوز 14 من عمره، فتولت والدته تربيته، وبعد أن درس المرحلة الابتدائية في الرقة، انتقل إلى حلب لإكمال دراسته الثانوية وتابع بعدها في كلية الحقوق بجامعة حلب وتخرج منها ليعمل محامياً في مدينته الرقة. وتابع محدثنا أن المحامي الراحل "عمل أيضاً مديراً لمؤسسة ما كان يُسمى "انترميتال" للحديد والاسمنت أول افتتاحها في المدينة، وترك المنصب فيما بعد باعتباره لم يكن حزبياً ولم يكن منتسباً لأي حزب بما فيها البعث، كما لم يعمل في السياسة، واتجه بعد ذلك للإشراف على أراضي جده وأخواله وأعمامه كمحامٍ ثم بدأ باستثمار هذه الأراضي وزراعتها.
وأكد محدثنا أن عبيد آغا "كان معيلاً لأكثر من خمسين عائلة وكان معروفاً بكرمه وإعانة الفقراء، مضيفاً أنه كان يذهب بنفسه إلى بيوت كثيرة لفقراء الرقة خارج المدينة أو يرسل من يمد لهم يد العون وتأمين ما يلزم من حوائجهم.
ولفت "الكعكجي" إلى أن قريبه "بقي في محافظة الرقة منذ بداية الثورة مؤثراً البقاء في منزله ورافضاً الخروج منه رغم محاولات الكثير من أصدقائه وأقاربه إقناعه بالخروج حفاظاً على حياته، إلى أن قُصف منزله ومضافة عائلته المجاورة من قبل طيران التحالف، وكان يقف خلف جدار المضافة فسقط عليه وأصيب إصابة بالغة ولم يقضِ على الفور، بل تم إسعافه -كما يقول محدثنا- إلى المشفى وبقي ثلاثة أيام دون أن يتلقى أي علاج في المشفى الذي يسيطر عليه تنظيم "الدولة" وهجره كل الأطباء والكوادر الطبية إلى أن فارق الحياة تم دفنه في حديقة منزل لأحد أقاربه.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية