على سرير معدني في خيمة مهملة بمخيم "الزعتري" يستلقي الخمسيني "أحمد يعقوب جباوي" معانياً من مرض خطير يطلق عليه الأطباء اسم "التصلب اللويحي" أصيب به فجأة ودون سابق إنذار منذ أكثر من 15 عاماً.
وروت زوجة "أبو هاني" الذي استقبلنا بابتسامة حزينة دون أن يقوى على القيام أو النطق لـ"زمان الوصل" أن زوجها شعر منذ أكثر من عقد ونصف بألم في قدميه وبعد عرضه على الأطباء أكدوا إصابته بتصلب لويحي في الدم دون مزيد من التفاصيل، وبدأت العائلة بعلاجه وعلى إثر المرض المفاجئ تم تسريحه من عمله كشرطي مرور عمل في حرستا بدمشق ودرعا والقطيفة والقنيطرة.
وأضافت الزوجة أن أبا هاني غالباً ما يشعر بثقل في الحركة وعدم القدرة على المشي وعدم اتزان والرجفان في أطرافه العلوية، ولم يترك ذووه –كما تقول-طريقة للعلاج إلا واتبعوها حتى التداوي بالأعشاب، مضيفة أن رب العائلة كثيراً ما كان يُصاب بحالة اختلاج وغيبوبة وارتفاع في الحرارة وعدم الرغبة بالطعام والشراب لأيام.
مع بداية الحرب تمكن أبناء الحاج "أبو هاني" من إدخاله حملاً إلى الأردن عن طريق معبر "رويشد" عام 2013 ولم يكن وضعه أفضل حالاً من سوريا، إذ أكد الأطباء عدم توفر علاج له في الأردن مشيرين إلى ضرورة تسفيره إلى الخارج لإنقاذه.
ولفتت محدثتنا إلى أن زوجها كان ينطق في بداية إصابته، ولكنه بدأ يفقد النطق يوماً بعد يوم مع تراجع حالته، وأصبح يتعامل مع المحيطين به بالإشارة، مؤكدة أن وضعه بدأ بالتراجع بعد إخراجه من سوريا لعدم الاهتمام به طبياً باستثناء تناول حبوب مسكنات والتهابات وبعض الفيتامينات، علماً أنه –كما تقول- بحاجة لمقويات ولكن ليس بمقدور أسرته تأمينها بسبب ارتفاع ثمنها وخصوصاً أن عائلته تعيش ظروفاً معيشية صعبة لا تسمح لهم بتوفير العلاج له. مما اضطر عائلته لمناشدة المنظمات الإغاثية لإنقاذ حياته من الموت المحتم.
وأشار ابن المصاب" هاني جباوي" إلى أنهم تواصلوا مع منظمات إنسانية وطبية داخل وخارج مخيم "الزعتري" والعديد من الجمعيات الخيرية التي أصمّت آذانها عن معاناته، وحتى مفوضية اللاجئين التي يُفترض أن تهتم به وبأمثاله -كما يقول- اعتذرت عن تغطية نفقات علاجه معتبرة حالته غير ملحّة.
ويُعرف التصلب اللويحي طبياً بـاسم (التصلب المتعدد-MS Multiple sclerosis) وهو مرض يؤدي في كثير من الأحيان إلى الإنهاك، إذ يقوم جهاز المناعة في الجسم بإتلاف الغشاء المحيط بالأعصاب، والمسؤول عن حمايتها. ويؤثر هذا التلف أو التآكل للغشاء سلباً على عملية الاتصال ما بين الدماغ وبقية أعضاء الجسم.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية