أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مندوب أمريكا ينصح فصائل البادية بالانسحاب ودخول الأردن

أرشيف

وجهّ المندوب الأمريكي في غرفة العمليات الدولية المشتركة المعروفة باسم "الموك"، أول أمس الأحد، رسالةً إلى كلٍ من "جيش أسود الشرقية" و"قوات أحمد العبدو" التابعين للمقاومة السورية في البادية، وتضمنت مقترحاً لدخول الأراضي الأردنية، خلال مدة أقصاها ٤٨ ساعة .

وجاء في الرسالة الصوتية التي حصلت "زمان الوصل" على نسخةٍ منها، أن سبب توجيه (الموك) للرسالة، يعود إلى رغبة الأخيرة في "إقناع الفصيلين بالقبول بمقترحها الذي تمّ مناقشته مع قادتهما، والمتضمن دخول قواتهما إلى الأردن لفترة مؤقتة، بينما يتم مناقشة وقف إطلاق النار على الحدود، وخلق منطقة عازلة وآمنة تمهيداً لعودتهما مجدداً إلى سوريا، في حين تتابع (الموك) جهودها لإنهاء هذا النزاع وتسهيل العودة إلى سوريا، مع الحفاظ على حماية الفصيلين وعوائل مقاتليهم".

وأضافت أنه "نتيجةً لتقدم النظام الحالي والتعزيزات العسكرية التي جلبها النظام لقتالكم في المنطقة، بالإضافة إلى الدعم الجوي الروسي، نقترح وبقوة أن تأخذوا عرضنا الذي قدمناه إلى قادتكم على محمل الجد، والعمل على نقل عوائلكم إلى مخيم "الركبان"، حيث سينعمون بحماية قوات التحالف، ونحن بدورنا سنعمل على نقلكم وبصورة مؤقتة إلى الأردن، وبعد ذلك سوف نعيدكم مع أسلحتكم ومعداتكم إلى سوريا".

وحسب الرسالة فإن هدف (الموك) "ليس التخلي أو إعطاء أراضي للميليشيا الشيعية، وفي تقييمنا سيحقق النظام نصراً محتوماً عاجلاً أم آجلاً، نريد المحافظة عليكم وعلى حياة عوائلكم، وعلى إمكانياتكم كوحدة عسكرية وكشريك مهم لنا، لأنّه سيكون هناك حاجة إلى قواتكم في المستقبل وهي أكثر أهمية من حماية المعسكر الذي سيتم إخلاؤه، وسيكون عرضة للهجوم إذا استمريتم في الدفاع عنه".

على الرغم من أن الرسالة ذكرت أن كلا الفصيلين "قاتلا بشجاعة ضد القوات الموالية للنظام التي كانت تتقدم باتجاه مواقعهما، واستطاعا معاً تكبيدها خسائر في الأرواح والمعدات على مدار الأسابيع الماضية"، لكنها نوّهت في الوقت نفسه إلى "ضرورة القيام بأعمال هجومية ليلية ضد محاور النظام لإجباره على التراجع، ويجب أن تكون لديكم رغبة بالتضحية بنحو 50% من قواتكم، وحتى لو قمتم بذلك فالنظام على استعداد لجلب المزيد من الميليشيا لتعويض خسائره، وإذا نجحتم في التصدي فسيقوم الروس بقصفكم ولديهم القدرة على استهداف وتدمير معظم قواتكم في يوم واحد من القصف المركز، والموارد لدينا محدودة جداً".

وتابعت الرسالة، أنه "في حال انسحابكم من المحتمل جداً أن نتوصل إلى وقف إطلاق النار مع النظام في البادية، وخلق منطقة عازلة تستطيعون تأمينها وحمايتها عندما ترجعون، كما أنّ الروس كانوا قد ضمنوا بأنّ النظام سوف يتوقف عن قصف مخيم "الحدلات"، أمّا في حال قررتم البقاء في مواقعكم الحالية واستطاع النظام كسركم والتقدم ولجأتم إلى المخيم سيكون لدى النظام ذريعة في مهاجمتكم، وإذا قتل عناصركم وهم يدافعون عن مخيم "الحدلات"، فإن عوائلهم ستكون في وضع صعب للغاية، أصعب من دخولكم إلى الأردن لفترة زمنية مؤقتة".

وحذرّت الرسالة أن "الهدف على المدى البعيد في العودة إلى دياركم سيكون قد ذهب إلى الأبد، وإذا انسحبتم من مواقعكم إلى الأردن، لفترة مؤقتة، ستستطيعون الراحة والإعداد والتجهيز للعودة، وسيكون هناك فرصة أعظم للنجاة لكم ولعائلاتكم ولفصيلكم الذي نرغب باستمرار تقديم الدعم له لفترة زمنية طويلة". 

وأوضحت أن "الخصائص الثابتة لهذه الحرب هو التغير وسيكون هناك دائماً فرصة لكم للعودة إلى سوريا كأحد أفضل فصائل ضمن الجبهة الجنوبية، بغية القيام بأعمال أكثر أهمية من الدفاع عن منطقة صغيرة جداً على الحدود الأردنية، فوجودكم هناك حالياً يشكل خطراً عليكم".

ووفقًا لما أشارت إليه الرسالة فإن "المجتمع الدولي لديه اهتمامٌ كبير في حمايتكم وعوائلكم ولكن عليكم أخذ القرار وبسرعة في الموافقة على هذا العرض، لأنّنا لن نستطيع تسهيل دخولكم إذا بدأ النظام بالقصف، وهذه ليست مؤامرة لإرغامكم على الاستسلام بدون قتال، ولكنّه عرضٌ وسينتهي سريعاً ولن نستطيع تقديمه لكم مرةً أخرى، إذا رفضتم وقام النظام مع "الروس" بالاستيلاء على مواقعكم ودفعكم إلى الخلف، وإذا كان قرار فصيليكما بالإجماع هو البقاء في سوريا سوف نستمر في تقديم الدعم لكم".

الجدير ذكره أن (الموك) هي غرفة عمليات دولية مشتركة، مقرها "الأردن"، وتقودها "الولايات المتحدة الأمريكية"، وتضم دولاً كبرى مثل "فرنسا" و"بريطانيا" إلى جانب دولٍ عربية مثل "السعودية" و"الإمارات"، وهي تقدم الدعم المالي واللوجستي إلى الفصائل التابعة لـ"الجبهة الجنوبية" في المقاومة السورية.

زمان الوصل
(107)    هل أعجبتك المقالة (119)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي