الآن دمشق...... 
غارقة تحت شمس هادئة 
تشم ّ رائحة عميق المطر 
الآن دمشق.... 
بريئة ٌ ونضرة 
كم لوجه مُجهد ٍ بالتعب 
تستطيع أن 
ترقص على أرصفة رمادها 
ألـ يتغلغل بين أصابعها 
ماءُ الغسل 
تستطيع أن ترى المدارس 
أبهى 
تعج بصمت مفخخ بالصخب 
أن ترى ظلاً مُنحن ٍ 
بذقن ٍ مهملة البياض 
يلتمع توسله 
في دمعتين صافيتين 
كقهر بريء .... 
تستطيع أن ترى دمشق 
تتسلق الجبل المُنهد 
تُزرعُ عانتهُ 
بالنخل....والبيوت المُكعبة التشابه 
أن تدق باب ( أم رشدي ) 
جارتنا 
ليخرج صباحها المشرق 
أن ..تلمح امرأة بلا وجه 
تحمل مظلة حزن 
وتغرق برماد جوربها 
كحِداد ٍ أبدي طويل 
على ابنة ذبحها المفتي 
اثر آيات قصار 
تستطيع... 
أن تمر على عماتك العجائز 
( خولة ) التي تزحف 
على أرض التنظيف 
و ( زكية ) العمياء 
التي ترى كل شيء 
وتفك عقدة خيطك 
بأصابع فكهة 
وفم ٌ تلّمُ خجله ْ 
ترى صوت ( أبو ياسين ) 
يشتم ُ مُطلقته العاشرة 
بجُمل ٍ كردية 
تجري عارية ٌ بلا حياء 
على سقف الذاكرة 
تستطيع أن تعود .... 
لسطح البيت القديم 
الذي جرحته إسرائيل 
بشظية .... 
ولم يمت !! 
لمشمش الجيران المسروق 
و ( درابزين ) بيتنا العتيق 
لجدتي ( ثُريا ) 
أصرخها من الأعلى 
فلا يرد أحد ....! 
تستطيع أن ترى 
دمشق ( أم نزار ) 
تلتف برقيق ثوبها 
تتبادل مع الجيران 
أواني النميمة 
وقدور المؤامرات 
لتخرج بسيرة جديدة 
عن ميت آخر ... 
عَلِقَ ببراثن مكائدها 
كطحلب جديد . 
تستطيع أن ترى 
مدرستي الأولى 
جرس التجمد العصبي 
المُدراء القُساة 
حتى النهش 
تسنطيع أن ترى الشام 
كبيرةٌ وفضفاضةٌ 
ومزروعة بظلال باردة 
لحارات ٍ تصعد بصعوبة 
أعلى اللهاث 
حيث تنبسط ُ تحتكَ تماماً 
قريبة وهائلة التحدّب 
كحُلم ٍ حجري 
مدينتي الغارقة 
بسديمها البعيد 
المُلتقي مع أقدام البحر 
و شيخوختي... 
××× 
9/1/1998م ا 
					
				
						
								
								
								
								
								
								
								
								
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية