دقائق معدودة غابت فيها عن عين أخيها الذي يرافقها بحي "منفوحة" وسط الرياض، كانت كافية لاختفاء الشابة السورية "عهد" التي كانت تستعد لحفل زفافها بعد عيد الأضحى، ومنذ ذلك اليوم –مساء الجمعة- لا يزال اختفاء "عروس المنفوحة"، وفق وصف وسائل الإعلام السعودية، أشبه باللغز.
وقد اهتمت الصحف والمواقع السعودية بالموضوع بشكل لافت، ناقلة شهادات متقاطعة حول الواقعة، رواها ذوو "عهد"، وفي مقدمتهم شقيقها "أحمد الحميد" الذي رافقها إلى منزل خياطة سورية، كانت تجهز لها فساتين الزفاف، وتقطن على مسافة قريبة من بيت العروس.
وقال "أحمد" إنه ذهب برفقة أخته "عهد" (18 عاما) إلى بيت الخيّاطة الذي يبعد نحو 10 دقائق مشيا على الأقدام، وعندما بلغا المنزل طرقت أخته الباب، فسمع "أحمد" حركة من خلف الباب توحي بأن هناك من يريد فتحه، فاطمأن إلى أن أخته ستدخل، لاسيما أنها اتصلت بالخياطة قبل مجيئها.
ونظرا لشعوره بالعطش لم ينتظر ليرى أخته وهي تدخل بيت الخياطة، بل اتجه فورا لدكان بقرب البيت ليشتري زجاجة ماء، وبعد عدة دقائق اتجه "أحمد" ثانية إلى منزل الخياطة لاصطحاب أخته، واتصل بها لتخرج فوجد جوالها مقفلا، فسارع لطرق الباب والاستفسار من الخياطة عن أخته، فأطلت الخياطة السورية من النافذة، لتقول له إنها لم تر أخته "عهد"، ثم عادت في مرة أخرى لتقول بأنها اكتفت برؤية "عهد" من خلال النافذة، وسلمتها فساتينها في كيس عبر تلك النافذة؛ لأن مفاتيح الباب سقطت في "المنور".
وإزاء الاختفاء المريب لابنتها، قامت "أم عهد" مع عدد من قريباتها بالتوجه إلى منزل الخياطة، التي بدت مرتبكة وهي تستقبلهم، وسمحت لهم على مضض بالدخول دون الولوج إلى غرف المنزل وتفقد ما فيها.
أما والد الفتاة "حسين" فقد أشار إلى أنه لم يذق طعم النوم منذ اختفت ابنته، رافضا توجيه الاتهام لأحد، بمن فيهم الخياطة، معتبرا أن الحديث بلا دليل هو "ظلم.. والظلم ظلمات"، وموضحا في نفس الوقت أن ابنته كانت ستزف إلى ابن عمها بعد العيد، وبرضى منها، ودون وجود مشاكل أو ضغوطات.
أما "محمد" شقيق العروس، فقد أفاد أن ترتيب أخته "عهد" هو 11 بين 14، منهم 4 ذكور و10 إناث، منوها بأن شرطة حي المنفوحة ما تزال تتابع عمليات البحث والتحري.
من ناحيته، دعا المتحدث الرسمي باسم شرطة الرياض إلى "التريث وعدم التسرع"، معقبا: " كثير من بلاغات الاختطاف يتضح أنها حالات غياب لا اختطاف".
ورغم دخول واقعة الاختفاء يومها الرابع، ما يزال مصير العروس السورية الشابة "عهد" مجهولا، وما تزال التفاصيل الكاملة لاختفائها غائبة، حتى لحظة تحرير هذا الخبر.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية