التنظيم يغادر جرود "عرسال" مخلفا موجة غضب شعبية في لبنان

بدأت ظهر اليوم الاثنين عملية التحضير لنقل عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" من جرود عرسال اللبنانية إلى مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي، في إطار الاتفاق بين قيادة التنظيم وقيادة الجيش اللبناني بعد إطلاق الأخير معركه "فجر الجرود" في 19/الجاري.

وذكر الإعلام الحربي الناطق باسم الجيش اللبناني أن الحافلات المخصصة لنقل عناصر التنظيم وعائلاتهم والبالغ عددهم (350) عنصرا، انطلقت من معبر "الشيخ علي- الروميات" في القلمون الغربي.

وأضاف أن عناصر التنظيم قاموا بحرق نقاطهم وآلياتهم في جرود القلمون الغربي قبل مغادرة المكان.

ودخلت صباح اليوم الاثنين 11 سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر السوري من معبر "الشيخ علي – الروميات" إلى المنطقة الذي يتواجد فيها التنظيم برفقة 17 حافله مخصصة لنقلهم.

وأشارت مصادر إعلامية لبنانية إلى خروج 25 جريحا من عناصر التنظيم في سيارات الهلال الأحمر السوري إلى نقطة التجمع الواقعة خارج معبر "الشيخ - علي الروميات".

وعملية ترحيل التنظيم جاءت عبر اتفاقية جاءت تتويجا لمفاوضات قادها اللواء "عباس إبراهيم" المدير العام للأمن العام اللبناني وقضت بتسليم التنظيم رفات عسكريين لبنانيين اعتقلهم مقابل خروج عناصر التنظيم لريف دير الزور الشرقي.

وسلم التنظيم أمس الأحد رفات 8 جثث من عناصر الجيش اللبناني بينما التحق العنصر التاسع بتنظيم "الدولة" بعد أشهر من اختطافه من بلدة "عرسال".

وقوبلت عملية التفاوض التي أفضت إلى مغادرة عناصر التنظيم لجرود "عرسال"، بموجة احتجاجات غاضبة من قبل شرائح واسعة من الشعب اللبناني.

وأصدر أهالي العسكريين المخطوفين عقب تسلمهم جثث أبنائهم بياناً استنكروا فيه الاتفاق وتساءلوا "لماذا يتم تمرير هؤلاء الإرهابيين إلى الداخل السوري، وتحديداً منطقة دير الزور، قبل أن يتم التحقيق معهم، ومعاقبتهم بالعقاب المناسب؟"

ورأت مصادر من الوزارة اللبنانية، أن نظام الأسد جير ما توصل له مع تنظيم الدولة لمصلحة حزب الله ليكون شريكاً إلى جانب الجيش في الانتصار الذي حققه باستعادة كامل الجزء اللبناني في الجرود، وبالتالي أراد أن يضع حليفه في واجهة التفاوض للتوصل إلى انسحاب تنظيم "الدولة" الذي وجد ممراً آمناً لنقل مجموعاته إلى دير الزور أسوة بتلك الممرات التي سلكها عناصر "هيئة تحرير الشام" و"سرايا أهل الشام" عندما توصلوا مع حزب الله إلى اتفاق يقضي بإخلائهم جرود "عرسال"، إلى القلمون الشرقي والشمال السوري.