وافق نظام الأسد على الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه بين ميليشيا "حزب الله" اللبناني، وتنظيم "الدولة الإسلامية" في منطقة القلمون الغربي بريف دمشق، أمس الأحد، والذي ينص على مغادرة جميع عناصر التنظيم من المنطقة باتجاه مناطق أخرى تخضع لسيطرة "الدولة" شرق سوريا.
في السياق ذاته قال "أبو الجود القلموني" مدير المكتب الإعلامي لمدينة "يبرود" في تصريح خاص لـ"زمان الوصل" إن الاتفاق الموقع بين الطرفين، يتضمن خروج عناصر تنظيم "الدولة" المتبقين في جرود القلمون الغربي السورية، و"رأس بعلبك" في السلسلة الشرقية اللبنانية، بسلاحهم الفردي وبرفقة عوائلهم، إلى مدينة "البوكمال" بريف "دير الزور" الشرقي.
وأضاف أن الاتفاق يتكون من ثلاثة بنود وهي كالتالي: الأولى سيطرة "حزب الله" على آخر مواقع التنظيم في منطقة القلمون الغربي، وتسليم جثث لمقاتلين تابعين له يحتجزها التنظيم، والبند الثاني هو الكشف عن مصير 8 عسكريين لبنانيين من أصل 9، كان "الدولة" قد أسرهم منتصف العام 2014، أما البند الثالث والأخير فإنه يقضي بانسحاب عناصر التنظيم من الحدود اللبنانية -السورية إلى محافظة "دير الزور".
وعن مراحل تطبيق الاتفاق أوضح "القلموني" أن ميليشيا "حزب الله" تسلمت في اليوم نفسه خمس جثث من مقاتليها المدفونين في منطقة وادي "ميرا" في جرود بلدة "قارة" الخاضعة لسيطرة التنظيم، في حين تسلم "الصليب الأحمر" و"الأمن العام اللبناني" لاحقًا 8 جثث من عناصر "الجيش اللبناني" أُرسلت إلى "المستشفى العسكري في بيروت" لإجراء فحص الحمض النووي للتأكد من هويتها، بعد أن دفنها التنظيم سابقاً في جرود القلمون الغربي من جهة جرود "عرسال".
ونوّه أيضًا إلى وصول 17 حافلة، ترافقها 10 سيارات طبية أخرى تابعة لمنظمة "الهلال الأحمر"، إلى بلدة "قارة" في القلمون الغربي مساء الأمس، في إطار استكمال التحضيرات لإجلاء عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" إلى "البوكمال"، دون أن يتطرق لذكر موعد انطلاقها.
من جهةٍ أخرى، أشار "القلموني" إلى أن اتفاقًا جرى قبل عدة أشهر بين "حزب الله" والتنظيم تضمن موافقة الأخير على الانسحاب بشكلٍ كامل من جرود القلمون والأراضي اللبنانية الواقعة على الشريط الحدودي مع سوريا، شريطة السماح له بالخروج إلى مدينة "تدمر" قبل استيلاء قوات النظام والميليشيات الموالية لها عليها مطلع شهر آذار/ مارس الفائت، إضافةً إلى انسحاب قوات النظام من مطار "دير الزور" وتسليمه للتنظيم، وهو ما رفضه النظام بشكلٍ قاطع حينئذ.
تشير جميع المعطيات إلى أن التنظيم أبدى رغبةً حقيقية بالتوصل لاتفاقٍ ينهي النزاع الدائر بينه وبين قوات نظام الأسد وميليشيا "حزب الله"، وذلك منذ الساعات الأولى لانطلاق المعارك في جرود "عرسال" الشهر الماضي، خصوصاً أنه وقف على الحياد عند بدء المعارك التي أعلنتها الأطراف آنفة الذكر ضد "هيئة تحرير الشام" و"سرايا أهل الشام" التابعة للمقاومة السورية في المنطقة.
في المقابل يرى "القلموني" أن تنظيم "الدولة" خاض اشتباكاتٍ عدة مع ثلاث قوى مجتمعة هي قوات النظام و"حزب الله" من جهة، و"الجيش اللبناني" من جهةٍ ثانية، الأمر الذي ضيق الخناق عليه كثيراً في المناطق الجردية ذات الطبيعة القاسية والمساحات المكشوفة، وأجبره في النهاية على الدخول في مفاوضاتٍ حاسمة لوقف إطلاق النار مع الأطراف المهاجمة.
على الصعيد نفسه أشار مصدرٌ محلي مطلع على تطورات الأحداث الميدانية القائمة في المنطقة الحدودية بين سوريا ولبنان، أن 5 جثث سُلمت إلى "حزب الله"، عُرف من بينهم ثلاثة مقاتلين كانوا قد قتلوا في منطقة "الكهف" في جرود "قارة" عام2014، وهم: "حسن حمادي"، "قاسم سليمان" و"فادي مسرّة."
حسب المصدر فقد بينّت فحوصات "DNA" التي أُجريت على الجثث الثماني، أنها تعود إلى العسكريين المخطوفين، موضحاً أن العسكري التاسع ويدعى "عبد الرحمن دياب" سبق له أن بايع التنظيم في شريط مصور له، عقب مرور عدة أشهر على خطفه، ليغادر منطقة الجرود بعدها إلى مدينة "الرقة".
وتوقع المصدر، أن يبدأ تطبيق المرحلة الثالثة والنهائية من الاتفاق اليوم الاثنين، بينما قدّر أعداد عناصر التنظيم التي من المفترض أن تقلهم الحافلات من الجرود إلى "البوكمال" على الحدود السورية -العراقية بما يقارب 300 عنصر.
الجدير بالذكر أن "الجيش اللبناني" أعلن هو الآخر عن وقفٍ لإطلاق النار على جانبه من الحدود، حيث كان يشن هجوماً على تنظيم "الدولة" من داخل شمال شرق "لبنان"، ضمن معركة "فجر الجرود" التي أطلقها في 19 من شهر آب/ أغسطس الجاري.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية