أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

النظام لـ"أسود الشرقية".. الطيار الأسير مقابل الإفراج عن عائلات "دير الزور"

الطيار "علي الحلو" - ناشطون

يواصل نظام الأسد منذ نحو أسبوع احتجازه لعددٍ من أبناء مدينة "دير الزور" كانوا مقيمين في العاصمة دمشق، للضغط على فصيل "جيش أسود الشرقية" الذي يرفض حتى الآن الدخول في عملية تفاوض لا تشمل بحث الإفراج عن أسرى عسكريين من "المقاومة" في سجون النظام.

مصادر خاصة داخل "دمشق" أكدّت لـ"زمان الوصل" أن عناصر من فرع "الأمن العسكري" قاموا يوم الخميس الفائت، بتوقيف مدنيين من "دير الزور" يقطنون في منطقة "جرمانا" ومحيطها، بينهم أطفال، دون توضيح أسباب التوقيف، أو معرفة مكان اعتقالهم الحالي، ورجحت في الوقت نفسه أن يكون الاعتقال بدافع إجبار "جيش أسود الشرقية" على إطلاق سراح الطيار الأسير.

وأوضحت أن المحتجزين ينحدرون بأغلبيتهم من مدينة "العشارة" في "دير الزور"، كما أن عدد أفراد العائلات المحتجزة يُقدّر بنحو 70 شخصًا، في حين يرفض فصيلا "أسود الشرقية" و"قوات الشهيد أحمد العبدو" محاولات الابتزاز التي يقوم بها النظام بأخذه العوائل الآمنة والمدنيين كرهائن بشرية للضغط عليهم لإطلاق سراح أسرى النظام.

ووفقًا لما أشارت إليه المصادر ذاتها فإن "أسود الشرقية" على استعداد لمبادلة الطيار، لكن مع أسرى حرب، خصوصًا وأن الفصيل أكدّ مرارًا على أن موضوع إطلاق سراح المدنيين، يجب أن تلتزم به كافة الأطراف الموقعة على القانون الإنساني الدولي ومبادئ حقوق الإنسان ومن بينها النظام السوري.

من جهته قال "فهد الموسى" رئيس "الهيئة السورية لفك الأسرى والمعتقلين" في تصريح خاص لـ"زمان الوصل إن النظام يحتجز في الوقت الراهن 15 عائلة من أهالي "دير الزور"، بينهم رضيعة وأطفال ونساء وكبار بالسن، في ظل إصرار النظام على مبادلتهم بالطيار الذي تمّ أسره مؤخرًا من قبل "أسود الشرقية" بعد إسقاط طائرته في البادية السورية المحاذية لـ"ريف السويداء" الشرقي.

وأضاف أنه في مثل حالات الاعتقال هذه، يرفض الأهالي الإفصاح عن أي أسماء أو معلومات مفصلة عن المعتقلين لاعتبارات اجتماعية، تتعلق بوجود نساء بين الموقوفين، وبالنسبة لذويهم فإن مجرد طرح الموضوع للإعلام يعدّ عائقًا أمام عملية إطلاق سراحهم، كما من شأنه أيضًا أن يؤثر على عمل "الوسطاات" و"الرشى" التي لجأ إليها ذوو المعتقلين كخيار وحيد للإفراج عنهم، ولاسيما عقب تصريح "أسود الشرقية" أنها لن ترضخ لابتزاز النظام.

حول الإجراءات التي اتخذتها "الهيئة السورية لفك الأسرى والمعتقلين"، أوضح "الموسى" أن القائمين على الهيئة بذلوا كافة الجهود من أجل إطلاق سراح المعتقلين من أبناء "دير الزور"، حيث سارعوا على الفور إلى التواصل مع "هيئة الأمم المتحدة" لوضعها بصورة ما يحصل، كما توجهوا برسالةٍ إلى "نيكولا سيمو" المسؤول عن ملف المعتقلين السوريين فيها، للوقوف على وضع المعتقلين.

ونوّه كذلك إلى أن "الأمم المتحدة" هي الوسيط حالياً لطرح مبادرة التبادل بين المقدم "حسين هرموش" والرائد الطيار "علي الحلو"، وذلك بناءً على طلب فريق العمل المكلف بمتابعة القضية والذي يتألف من "الهيئة السورية لفك الأسرى والمعتقلين" و"جيش أسود الشرقية" و"قيادة أركان الجيش السوري الحر".

ونبّه "الموسى" إلى أن النظام السوري، يمارس طائفيته على الشعب السوري، وطائفته على حدٍ سواء، وتبين له من خلال رصد ومتابعة "الهيئة السورية لفك الأسرى والمعتقلين" لقضايا التبادل السابقة، وجود تصنيفات لدى النظام فيما يخص أسراه، فالأسير الذي ينحدر من عائلات معينة في الطائفة "العلوية" الموالية بغالبية أبنائها (طوعا أوكرها) يحظى بالأولوية والاهتمام، أما بقية "العلويين" فهم من الدرجة الثانية، وكذلك فيما إذا كان الأسير من العائلات المتنفذة أو من العائلات الفقيرة. حسب تعبيره.

من جهةٍ أخرى، حاولت "زمان الوصل" التواصل مع "جيش أسود الشرقية" للإدلاء بمعلومات أوفى حول ملف المعتقلين من أبناء "دير الزور" إلا أن "سعد الحاج" الناطق الإعلامي باسم "جيش أسود الشرقية" قدّم اعتذارًا وتحفظ عن ذكر أي معلومات تخصهم لكون عملية الإفراج عنهم مرتبطة -على ما يبدو- بسير المفاوضات بينهم وبين النظام حول مصير الطيار الأسير. 

وكان كل من فصيلي "جيش أسود الشرقية" و"قوات الشهيد أحمد العبدو" التابعين للمقاومة السورية، فد تبنيا معًا منتصف شهر آب/ أغسطس الجاري، استهداف طائرة حربية نوع "ميغ 23" تابعة للنظام السورية، في "ريف السويداء الشرقي"، الأمر الذي أسفر عن سقوطها وأسر الطيار "علي الحلو" الذي ينحدر من ريف حمص الغربي.

وينشط "جيش أسود الشرقية" في منطقة القلمون الشرقي، ومناطق متفرقة من البادية السورية القريبة من الحدود السورية-الأردنية، وينحدر معظم مقاتليه من محافظة "دير الزور"، واشترط الفصيل على النظام السوري، مبادلة الطيار الأسير لديه مع الضابط "حسين هرموش" المنشق عن قوات النظام والمعتقل في سجونه منذ العام 2011.

زمان الوصل
(125)    هل أعجبتك المقالة (115)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي