كشف أحد ثوار القلمون تفاصيل خاصة شهدها بنفسه عن شرعي تنظيم "الدولة" "أحمد وحيد العبد" الملقب بأبي البراء قائد المجموعة التي سلمت نفسها لحزب الله منذ أيام، وحمله البعض مسؤولية خسارة الجيش السوري الحر في القلمون الغربي ليبرود.
وروى "سامر محمد المصري" وهو قائد "كتيبة القناصين" في أحد فصائل المقاومة السورية لـ"زمان الوصل" كيفية لقائه بأبي البراء لأول مرة أوائل العام 2015 وحينها -كما يقول– شنت ميليشيا "حزب الله" ونظام الأسد هجمة شرسة على "جرد الجبة" التابعة لجرود القلمون والمحاذي للحدود اللبنانية، مضيفاً أنه توجه مع فصيله آنذاك للمؤازرة والدفاع عن البلدة، ففوجئ بفصيل تابع لتنظيم "الدولة" جاء بناء على طلب أهالي "عسال الورد"، وعندما هموا بدخول "جرد الجبة" وقعوا في كمين نصبه التنظيم، إذ قام عناصره بمحاصرتهم وتوجيه أسلحتهم إلى السيارات التي كانوا يستقلونها، وتقدم شرعي التنظيم المدعو "أحمد وحيد العبد" الذي كان مسؤولاً عن المجموعة ليطلب منهم مبايعة التنظيم بعد أن علم أنهم من "الجيش الحر"، فرفضوا ذلك –كما يقول المصري.
وأضاف: "قلنا له كيف نبايعكم وحزب الله لا يبعد عنا سوى 500 متر ونحن جئنا لنقاتل لا لنبايع"، وتابع "إن مجموعته تلاسنت مع عناصر التنظيم قبل أن يسمحوا لهم بالدخول إلى المنطقة بشرط عدم الانسحاب".
آنذاك تواصل المصري ورفاقه –كما يقول- مع غرفة العمليات الخاصة بالكتيبة على القبضات فأخبروهم أن التنظيم ينسق مع ميليشيا "حزب الله" ويقدم له المساعدة اللوجستية وعليهم أن يحذروه، مؤكدين أن التنظيم اعتقل ثواراً وقادة مجموعات من نقاط الرباط أمام ميلشيات الحزب، وحينها كما يروي محدثنا -أجروا عملية التفاف ونفذوا العديد من الكمائن لعناصر المجموعة مع عدد من الفصائل الأخرى حتى تم محاصرتهم والقبض على 50 عنصراً منهم كان أبو البراء أحدهم فيما هرب آخرون.
وأضاف محدثنا سارداً مجريات الأحداث آنذاك حيث تقدم عناصر حزب الله وسيطروا على جرد جبة ومعرة يبرود دون مقاومة تُذكر إلا من قبل بعض النقاط التي لم تكن ضمن المعارك.
وتابع المصري أنه اضطر مع رفاقه حينها للعودة إلى جرد فليطا وأعادوا تثبيت النقاط الخلفية وإيقاف تقدم الحزب نحوها.
ولفت محدثنا إلى أن فصيله سجن عناصر تنظيم "الدولة" الذين قبض عليهم ومنهم بينهم أبو البراء إلى أن تدخلت جهات أخرى لأن المقبوض عليهم كانوا من أبناء المنطقة، ولم يكن بينهم مهاجرون أو غرباء، ومنعاً لحصول فتنة تم الإفراج عنهم بعد أخذ تعهدات بأن يعودوا إلى بيوتهم ولا يلتحقوا بالتنظيم ثانية.
ولكن لم يلبثوا أن عاودوا لمحاربة الجيش الحر واستمرت معاركهم إلى سقوط جرود القلمون وتهجير مقاتلي الجيش الحر إلى إدلب.
ينحدر "أحمد وحيد العبد" من قرية "جراجير" -غرب مدينة دير عطية- التي كانت من أولى البلدات الثائرة، ومنها الرائد "أحمد درة" قائد المجلس العسكري للجيش الحر قبل سنوات وقدمت البلدة خيرة الثوار، ولكن العبد"–كما يؤكد محدثنا- كان ذا سمعة سيئة وسيرة مشبوهة، منذ بداية التحاقه بالثورة وانتقاله لاحقاً إلى "جبهة النصرة" قبل أن ينتسب لتنظيم "الدولة"، حيث تم تعيينه شرعياً له في القلمون، وأفتى بقتل واعتقال العشرات من عناصر الجيش الحر بمن فيهم أقرباء له.
وكشف محدثنا أن الفصيل الذي كان يقوده "العبد" في القلمون بقي لمدة أكثر من سنتين يتلقى بحدود 500 ألف دولار شهرياً عن طريق ملياردير النفط "جورج حسواني" عميل النظام الذي كان يشتري البترول من تنظيم "الدولة" ويمولهم به في الوقت الذي كان الثوار -كما يقول- يقتاتون الأعشاب طعاماً يومياً لهم ويعيشون حياة صعبة ومتقشفة، وكان التنظيم يتستر بحجة محاربة حزب الله بينما كان يمد يده له بالخفاء وينسق معه لمقاتلة الثوار الذين لم يحارب غيرهم في الواقع، حتى أن الجيش اللبناني لم يكن يقصف مناطق التنظيم بل يستهدف مواقع الثوار في مناطق القلمون فقط.
ونشرت وسائل إعلام لبنانية منذ أيام أن المدعو "أحمد وحيد العبد" أحد الأمراء "الشرعيين" لتنظيم "الدولة" الغربي سلّم نفسه مع أفراد مجموعته وتم تسليم سلاحهم الفردي عند معبر "الزمراني" الذي أصبح تحت السيطرة النارية بشكل كامل مع بدء عملية "فجر الجرود"، وأظهر شريط فيديو تداوله أحد عناصر المجموعة المستسلمة، وهو يرد على شخص يسأله عن سبب تسليمهم أنفسهم بكلمة "خلّصنا" التي تختصر كل الدلالات وتكثّف كل المعاني.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية