أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

النظام يعتقل عائدين إلى "حضن الوطن" من "معضمية القلمون"

أرشيف

اعتقلت قوات النظام السوري عددا من أبناء بلدة "معضمية القلمون" في "ريف دمشق"، ممن انشقوا عن "المقاومة" في وقتٍ سابق وقاموا بتسليم أنفسهم إلى قوات النظام في المنطقة، بعد أن أعطاهم العهود والمواثيق بتسوية وضعهم الأمني وعودتهم لممارسة حياتهم الطبيعية دون تعرضهم لأي ملاحقة قانونية. 

في السياق ذاته، أكدت تنسيقية مدينة "الرحيبة" في منشور لها عبر موقعها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن النظام اعتقل كلا من المدعو "علي حمرا" و"علاء خمسان" واقتيادهم إلى الأفرع الأمنية، كمصيرٍ حتمي لكل شخصٍ تُسول له نفسه بالعودة مجددًا إلى "حضن" النظام.

ووفقًا لما أشارت إليه التنسيقية، فإن "علي حمرة" مدني قام بذبح "شبيح" من أبناء "معضمية القلمون"، والاعتداء على نساء عددٍ من الضباط "العلويين" قبيل التحاقه بصفوف "المقاومة" سابقًا، أمّا "علاء خمسان" فهو مساعدٌ منشق عن قوات النظام، وخاض عدّة معارك ضد النظام، قتل خلالها عددا كبيرا من رفاقه قبل انشقاقه. على حد تعبيرها.

بدوره قال الناشط الإعلامي "وسام عبد النور" إن المعتقلين كانوا قد غدروا في أواسط شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، بفصائل "المقاومة" العاملة في مدينة "الرحيبة"، وقاموا بتسليم أنفسهم برفقة 5 آخرين ينحدرون جميعهم من بلدة "معضمية القلمون"، لحواجز "الفرقة الثالثة" إحدى أبرز التشكيلات العسكرية التابعة للنظام في المنطقة، وذلك بعد سرقتهم سيارتي "بيك آب" من نوع "شاص"، و"بيك آب" مزود برشاش (دوشكا)، بالإضافة إلى بعض الأسلحة الخفيفة من فصائل "المقاومة" في المنطقة.

وأضاف في تصريح خاص لـ"زمان الوصل" إن السبب الرئيس وراء إقدام قوات النظام على هذه الخطوة، يعود في حقيقته إلى فشل النظام خلال الفترة الماضية، في تأليب الشارع العام ضد فصائل "المقاومة" في المنطقة من ناحية، ويأسه من مساعيه الرامية لإقناع شبابها بالعمل على إلقاء سلاحهم وعقد "تسوية" مع أفرعه الأمنية، رغم الوعود والتطمينات التي عمل على ترويجها لاستقبال أبناء المنطقة في حال تخليهم عن سلاحهم، وعودتهم للانخراط في الحياة المدنية من ناحيةٍ أخرى. 

وأوضح "عبد النور" أن تلك الحادثة شكلّت حينئذٍ صدمة كبيرة لأهالي المنطقة، وتعدّ فريدة من نوعها، علمًا أن المنطقة تشهد من حينٍ إلى آخر قيام بعض الشبان بتسليم أنفسهم لقوات النظام المتواجدة في محيط بلدتي "جيرود" و"الرحيبة".

ونوّه كذلك إلى أن هذه الأحداث تتم بشكلٍ منفرد، ولا تكاد تذكر، لشبانٍ مدنيين مطلوبين أساسًا للخدمة الإلزامية، وسرعان ما يقوم النظام بالتنصل من وعوده، ليزجهم على خطوط التماس في المعارك التي تخوضها قواته في أنحاء متفرقة في سوريا، ولا سيما في البادية السورية، وريف حمص.

وكان عناصر المجموعة التي سلّمت نفسها، قد أقروا في لقاءٍ مصور لهم مع وسائل إعلام تابعة للنظام، أنهم وبالتنسيق مع الأجهزة المختصة في بلدة "معضمية القلمون" قاموا بتسوية أوضاعهم، وعوملوا معاملة جيدة، وتوجهوا حينها برسالة إلى كل شخصٍ -في المنطقة- بأن "يسوّي وضعه"، شاكرين "الدولة" على احتضانهم من جديد، كما ادعوا أن عددا آخر من أبناء المنطقة جاهزون للخروج باتجاه مناطق سيطرة النظام، لكنهم يتحينون الفرصة المناسبة لذلك، وهو ما لم يحدث حتى الآن.

وعلقت وسائل إعلام النظام على الحادثة في تلك الفترة، بأن "الميليشيات الإرهابية" في القلمون الشرقي المحاذي للعاصمة "دمشق"، تلقّت صفعةً قوية عندما قامت مجموعة تابعة لما يسمّى "الجيش الحر" بتسليم نفسها مع عتادها العسكري لقوات النظام في المنطقة، وهنا علّق "عبد النور" بالقول إن تطور الأحداث يوحي لنا أن الصفعة الحقيقة لم تُصب إلا أولئك "الخونة" الذين قبلوا بالرجوع إلى "حياة الذل والإهانة والوقوف إلى جانب القتلة"، وكل ذلك مقابل عودتهم إلى أحضان النظام، بعد أن عاشوا لسنوات كإخوة وأبناء لأهالي المنطقة.

زمان الوصل
(214)    هل أعجبتك المقالة (237)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي