قبل أربع سنين، وفي مثل هذا اليوم، استفاق العالم على ارتكاب نظام بشار الأسد لمجزرة الغوطة الشهيرة التي باتت تعرف بـ"مجزرة الكيماوي"، وراح ضحيتها نحو 1500 مدني.
ففي فجر يوم الأربعاء 21 آب أغسطس/2013، أطلقت قوات النظام قذائف صاروخية محملة بغاز السارين السام على مدن وبلدات الغوطة الشرقية والغربية لدمشق، وكانت المناطق الأكثر تضررا "عين ترما، زملكا، كفر بطنا، وعربين" في الغوطة الشرقية، و"معضمية الشام" في الغربية، بينما كانت بعثة المراقبين الدوليين تقيم في فندق "فورسينزنز" بقلب دمشق، على بعد كيلومترات قليلة من مسرح الجريمة.
"مجزرة الكيماوي" وهي الأقسى من بين مجازر الثورة السورية التي لا تعد ولا تحصى، قضى فيها نحو 400 طفل، معظمهم فارق الحياة وهو نائم.
أثارت مجزرة الكيماوي موجة غضب عالمي، واعتقد الكثير من السوريين أن المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة ستتحرك لضرب النظام وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من سوريا، وبالفعل أرسلت الولايات المتحدة الأسطول السادس الأمريكي إلى قبالة السواحل السورية، إلا أن ذلك لم يكن سوى أداة ضغط على النظام وحلفائه لإجبارهم على توقيع اتفاقية لإتلاف ترسانة سلاح النظام الكيماوي، وهذا ما حصل، إذ توصلت واشنطن وموسكو إلى اتفاقية بهذا الشأن وتم إتلاف الأسلحة الكيماوية، لتصح في المسألة مقولة تمت معاقبة أداة الجريمة وترك المجرم طليقا.
تقارير دولية كثيرة أشارت إلى أن نظام الأسد مازال يحتفظ بكميات من الأسلحة الكيماوية، بل وكرر استخدامها في أكثر من مكان في سوريا أشهرها مجزرة "خان شيخون" التي قضى فيها نحو 100 شخص معظمهم من الأطفال، ومرة أخرى اكتفى العالم بالصمت، وربما حفظا لماء الوجه نفذت الولايات المتحدة ضربة صاروخية استهدفت مطار "الشعيرات" بريف حمص الذي أقلع منه الطيار الذي ارتكب المجزرة.
من السخريات اليومية في حياة السوريين أن يستبق بشار الأسد ذكرى المجزرة بخطاب حاول فيه الظهور كمنتصر، كيف لا وقد أنجز حتى الآن تهجير أكثر من 10 ملايين سوري وقتل واعتقل ما يفوق المليون سوري، وتطول قائمة إنجازاته في هذا المقام، بينما مازالت قبور ضحايا المجزرة في "عربين وكفر بطنا ودوما" تحت الحصار والقصف، أما "معضمية الشام"، فهي شاهدة على جريمة التهجير.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية