حتى تاريخه..اليوم 21 آب أي بعد مرور أربع سنوات على مجزرة الغوطة لم يزل المجرم طليقاً، وأما الضحايا فما زالت أرواحهم تلعن العالم صباح مساء.
1 آب 2013 قرر المجرم أن يوغل في قتله، وأن يختبر العالم العاجز بتعليمات من رعاة القتل في طهران وموسكو، وأن يهدي مؤيديه ولو نصراً قذراً على أطفال ونساء وشيوخ المناطق التي هتفت ضده وتحررت من قبضته.
فجر الأربعاء بدأ الهواء الملوث بالقضاء على مئات الأرواح في غوطتي دمشق، في الغوطة الشرقية بدأت صواريخ اللواء 155 تنطلق لتضرب العائلات التي نامت آمنة ولم تصحُ أبداً، عشرات الصواريخ انصبت على "زملكا" و"عين ترما" و"حمورية"، وأما في الغوطة الغربية فسقط صاروخان في "معضمية الشام" بعد الخامسة فجراً ليختم القاتل المذبحة بما يقارب 1500 شهيد سقطوا بالغازات السامة.
العالم الذي انقسم بين من يدين النظام ويتهمه، وبين من يتهم المعارضة بقتل أبناء حاضنتها، والعرب بين صامت جبان وواضح مخاتل، والغرب المنافق سارع أيضاً إلى التهديد بمعاقبة المجرمين، وانعقد مجلس الأمن وأفشلته روسيا التي اتهمت المعارضة فيما كانت مواقف فرنسا وألمانيا واضحة ضد النظام، وأما سيدة العالم الحر التي جعلت من الكيماوي خطاً أحمراً تنازلت عنه وعقدت صفقة تسليم السلاح الكيماوي الذي بحوزة النظام مع روسيا مقابل إطالة عمر النظام وتسليم الملف كاملاً إلى الروس.
الائتلاف السوري المعارض الضعيف شكى أمر السوريين وبلواهم إلى الله، وأصدر بيانات الاتهام التي تتلو كالعادة مجازر النظام، فيما ذهب بعض المحسوبين حينها على السوريين بنفي التهمة عن النظام كما فعل حينها "صالح مسلم" قائد ميليشيا "حماية الشعب" الكردية حينما ذهب للقول: إنه لا يعتقد أن "الحكومة السورية هي المسؤولة عن الهجوم". وأن "الرئيس السوري ليس غبيا ليستعمل السلاح الكيميائي قرب دمشق وعلى بعد خمسة كيلومترات فقط من الفندق الذي يقيم فيه المفتشون الأمميون"، وأضاف "إن لا حاجة لاستعمال السلاح أصلا لأن القوات السورية هي المتفوقة ميدانياً".
النظام المرتبك والذي يجد دائماً من ينقذه حمل جهات خارجية مثل تركيا والخليج مسؤولية استعمال الكيماوي بواسطة من يدعمونهم من المعارضة، ثم أنكر وجود أسلحة كيماوية لديه لكن الوساطة الروسية أظهرت مخزونه الكبير الذي اكتفى العالم بمصادرته، وترك أرواح الأبرياء ليوم الحساب.
منظمات إنسانية وعالمية منها "هيومن رايتس ووتش" وكذلك الأمم المتحدة قالت إن الهجوم كان بواسطة صواريخ أرض-أرض ووحده النظام من يملكها، ولكن كل هذه التقارير لم تغير شيئا، إنما أعطى الموقف الدولي ضوء أخطر للأسد الذي خرق كل القرارات الدولية والتعهدات التي قطعتها، واستمر باستخدام الغازات السامة في كل الأراضي السورية، وحيث تعجز قواته عن لتقدم، وآخرها مجزرة "خان شيخون" التي دفع ثمنها عدة صواريخ "توما هوك" أمريكية في عهد المهووس ترامب لم تؤثر على قدرته، هذا عدا الضربات الخفيفة في محيط العاصمة وآخرها منذ أيام في جوبر.
بالأمس أكد الأسد استمراره بالقتل وتنظيف سورية من الإرهابيين هؤلاء من وجهة نظره هم كامل فئات الشعب السوري التي قالت له لا لنظام القمع والقتل، وفي هذا الموعد المقصود بالتأكيد ذهب الأسد إلى وصف معارضيه بالعبيد، وأن نظامه وميليشيات القتل التي تؤيده سيكتب التاريخ في سجلاته بطولاتها، وأن النصر هو ما حققته "سوريا المتجانسة"، وهي بالضبط عصابات الأسد ومؤيدوها وأما عشرة ملايين مهجر ومليون شهيد ومئات آلاف المعتقلين فهم ليسوا في حسابات المجرم.
بعد أربع سنوات على المجزرة الكيماوية يستمر نظام القتل في حربه بلا هوادة، وتستمر المعارضة في انقساماتها وتشويهها لطهرانية الثورة، ويستمر العالم في عهره.
الرحمة كل الرحمة لشهداء سوريا في مجزرتها الكبرى المستمرة، وإن طال زمن نيل الحق والحرية لكن النصر لا بد آت.
ناصر علي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية