دار لرعاية الأطفال المعوقين وتأهيلهم في ريف إدلب

الدار تقدم خدمات تعليمية وتأهيل فيزيائي وترفيه

في حديقة صغيرة داخل "دار الأرقم" للمعوقين بمدينة "حارم" في ريف إدلب بدت الطفلة "تسنيم" ذات السنوات الخمس وهي تلهو وتلعب مع أقرانها من منتسبي الدار علّها تنسى أصوات الانفجارات والقصف التي أفقدتها السمع وأصيبت جراءها بحالة من الهلع والخوف وعدم التوازن في المشي إلى أن امتدت إليها يد العلاج وتمكنت من استعادة جزء من سمعها وتوازنها.

"تسنيم" واحدة من 20 طفلاً من ضحايا الحرب والإصابات المرضية والخُلفية الأخرى الذين تضمهم الدار ويتلقون فيها العلاج الفيزيائي والنفسي ويمارسون فيها أوقاتاً من اللعب واللهو علّها تنسيهم أهوال الحرب.

أخذت "دار الأرقم لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة" اسم أول مكان شهد بدايات الدعوة الإسلامية في "مكة المكرمة"، وأُنشئت من قبل جمعية خيرية تعمل في السويد منذ سنتين، وتم تخصيص قسم منها للأطفال المعوقين فيما خُصص القسم الثاني كحضانة للأطفال الأسوياء.

وبدأ المعهد –كما يقول الدكتور أحمد معتوق أحد المشرفين على الدار- بـ8 أطفال ازدادوا ليصلوا حالياً إلى 20 طفلاً، وأردف أن "الهدف من المشروع مساعدة الأطفال المعوقين سواء كانوا من ضحايا الحرب أو من ذوي الإعاقات الخَلقية أو الناتجة عن حوادث اصطدام أو سقوط أو غيرها، إذ تفتقر مدينة حارم لمثل هذا المشروع وخصوصاً أن محافظة إدلب تضم نسبة كبيرة من الأطفال المعوقين مقارنة مع بقية المحافظات".

وتضم الدار بحسب د. معتوق العديد من الأطفال ممن فقدوا السمع أثناء الحرب بسبب أصوات الانفجارات أو الخوف الشديد المودي إلى الهلع والهلوسة، وأضاف أن العديد من هذه الحالات كان يمكن إنقاذها وعلاجها بعمل بسيط في حينها، ولكن الحصار وعدم إمكانية الانتقال إلى مناطق محرر أديا لتفاقم هذه الحالات واستعصائها على العلاج.

وكشف "معتوق" أن هناك في المركز حالات صعبة ترتقي إلى مستوى الحالات المستعصية ومنها -كما يوضح- القيلة السحائية في الظهر وبعضها مفتوحة وأخرى مغلقة، وحالات التوحد وهي صعبة العلاج وتحتاج لجهد كبير وكادر طبي وعلاجي وتعليمي جيد.

وتتضمن الدار التي تقع على الطريق الرئيسي في مدينة "حارم" قسمين الأول مخصص كروضة للأطفال السليمين وهو عبارة عن 3 غرف والقسم الثاني هو قسم ذوي الاحتياجات الخاصة وهو أصغر مساحة إذ يضم غرفتين، وهناك حمامات وواحة للألعاب، كما تتوفر في الدار سيارة لجلب الأطفال من بيوتهم إلى المعهد وإعادتهم إلى ذويهم. 

وأشار "معتوق" إلى أن الدار تقدم خدمات تعليمية وتأهيل فيزيائي وترفيه، مؤكدا أن هناك أساتذة وآنسات مختصين بتعليم الأطفال المعوقين وتأهيل فاقدي النطق منهم.

ولفت إلى وجود وسائل توضيح يدوية بسيطة كالرسم والأشغال وتلوين الصور وتعليم الاطفال كيفية انتقاء اللون أو الرسمة، ولكن الإمكانيات ضعيفة ودون المطلوب وخاصة لناحية توفير مجسمات وأشكال تلفت نظر الطفل، كما في المعاهد ودور رعاية المعوقين الأخرى.

ويعمل د. معتوق أخصائي المعالجة الفيزيائية على إجراء بعض المعالجات الفيزيائية للأطفال المعوقين ممن لديهم ضمور عضلي وشلل او قصور في الحركة. وتهدف هذه المعالجات -كما يقول– إلى تحسين أداء هؤلاء الأطفال ولكن ما يحول دون نجاح هذه المعالجات افتقار الدار لأجهزة طبية وكهربائية والأمواج فوق الصوتية والأشعة الليزرية والأشعة فوق الحمراء وهي أجهزة فوق طاقة الدار وإمكانياتها المادية المحدودة.

ولفت "معتوق" إلى افتقار الدار للأدوات الكهربائية اللازمة كتلك التي تعمل على تحريض الأعصاب والعضلات الخاملة ومنح الحيوية الطفل المعوق وجهاز الكهرباء ذا الأقطاب الأربعة المحرض للأعصاب والدراجة الهوائية المركبة والبساط الأرضي وجهاز "ووكر" للمعوقين الذين يعانون من التأخير في المشي أو الشلل، والجبائر التي يحتاجها الاطفال الذين يعانون هبوطاً في القدم (جنف) أيمن أو أيسر وجبائر الكف لدى من يعانون شللاً في اليد.

وعزا محدثنا عدم توفر بعض هذه الأجهزة لعدم وجود الكهرباء في الدار لافتاً إلى أن "هناك سعي من القائمين على المعهد لتوفير مولدة كهربائية من أجل تشغيل الأجهزة الصغيرة على الأقل.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(114)    هل أعجبتك المقالة (112)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي