قام واحد من عتاة الشبيحة في حمص مع مجموعته بفتح النار على "دورية مشتركة" وإهانة وشتم وضرب رئيسها "ملازم أول" بشكل مبرح أودى به إلى المشفى، حسب ما علمت "زمان الوصل" من مصادر في الداخل.
وقالت المصادر إن الحادثة وقعت يوم الجمعة، قرب دوار المزرعة، حيث كانت تمر مجموعة من المرتزقة تسمى "نسور حمص" فحاولت إيقافها "دورية مشتركة" يقودها رئيس قسم الدوريات بفرع الأمن الجنائي "الملازم أول ربيع باكير".
وعند إيقافهم والتوجه لتفتيش سياراتهم، اعترض قائد المجموعة "علاء قنطار" بحدة على الدورية ورئيسها، مخاطبا إياه بلهجة احتقارية: "بتعرف مين نحنا ولاك؟!"، فاحتمى "الملازم أول" برئيسه بشار، مبينا لزعيم المجموعة أن هذه "تعليمات السيد الرئيس"، التي تفرض تفتيش جميع السيارات في حمص، كائنا من كان صاحبها أو سائقها، وهنا جاء رد "قنطار" عمليا ومباشرا، فترجل هو وجماعته وفتحوا الرصاص باتجاه "الدورية المشتركة"، وأجبروهم جميعا إما على الركوع أو الانبطاح.
ولم يكتف "قنطار" ومجموعته بذلك، بل توجهوا إلى "الملازم أول" وأشبعوه ضربا ورفسا، حتى سال دمه وأصيب بشكل استدعى نقله إلى المشفى لعلاجه، فضلا عن ضرب وإصابة بعض عناصر الدورية.
وفي نهاية المعمعة، وقف "قنطار" ليصيح بصوت مسموع معلنا أن الضابط "الكلب" هو عبرة لأي أحد يحاول اعتراض طريق "نسور حمص"، مضيفا: "نحنا لي قاتلنا وحمينا حمص وقت كانوا المسؤولين وأولادهم عم يعر.."، في إشارة إلى كلمة يوصف بها من يمتهنون القوادة.

وسبق للملازم أول ربيع باكير أن أصيب في إحدى التفجيرات التي ضربت حي الزهراء الموالي، في شهر شباط/فبراير 2016.
*اغتروا
وإمعانا في إذلال سلطة النظام التي تمثلها الدورية، تابعت سيارات "قنطار" وشبيحته طريقها المعتاد وكأن شيئا لم يكن، فيما يبدو أن القصة "دفنت" في أرضها، وأن ما تلقاه الضابط من ضرب وشتم وإهانة "راح من كيسه"، وأن "سيادة الرئيس" الذي حاول الاستقواء به لن ينفعه، لاسيما أن صيت "قنطار" بين الموالين أنفسهم حمص، يحجبهم عن التعرض له أو حتى التلفظ باسمه اتقاء لشره.
واغتر بعض المسؤولين بكلام وتعليمات لبشار الأسد مؤداها فرض سيادة القانون وهيبة الدولة، وعدم التساهل في التدقيق على المخالفات من أي طرف، وتقليص حضور المظاهر المسلحة.. وعلى هذا الأساس تم تشكيل لجنة أمنية في حمص يقودها "العميد حسين جمعة" رئيس فرع الأمن الجنائي في المحافظة، من مهامها تفتيش السيارات، ومنها سيارات مليشيا "الدفاع الوطني" وغيرها من المليشيات، التي عاثت في حمص نهبا وخطفا وقتلا، ارتد على الموالين للنظام، بعدما انتهى هؤلاء من تهجير ونهب وقتل وخطف أهالي المناطق الثائرة.
ويأتي خبر الاعتداء على "الدورية المشتركة" وإطلاق الرصاص نحو رئيسها وضربه، بعد أيام قليلة من حادثة مصرع رئيس قسم الأمن الجنائي في منطقة مصياف، النقيب "محمد درويش"، على يد شبيح يدعى"محمد حسين علوش".
وقتل النقيب "درويش" نتيجة إلقاء قنبلة عليه من قبل "علوش"؛ ما أدى إلى مصرعه برفقة عنصر آخر اسمه "بلال ساطور"، وذلك في حي الضاحية بمدينة "مصياف".
ويتحدر النقيب "درويش" من محافظة إدلب، وكان من سكان حلب، ويعمل في مصياف، بينما يتحدر "ساطور" من قرية الحريف بريف مصياف (
*"قنطار" مجرد عينة
تقول المعلومات المتوفرة عن "قنطار" إنه يتولى منصب "القائد العسكري" في مليشيا "نسور حمص"، وهي مليشيا شارك مرتزقتها في المعارك (وتوابع المعارك من تعفيش وغيرها) ضمن أماكن مختلفة من سوريا.
وفي منتصف تموز الفائت، قتل عدد من مرتزقة "نسور حمص" أثناء معارك في ريف السلمية الشرقي، بينما أصيب آخرون من بينهم "قنطار".
ويعد "قنطار" نموذجا متكررا وفاشيا في صفوف الشبيحة، الذين كثر استهتارهم بالنظام وأجهزته وحتى رأسه، واستخفافهم بكل ذلك، معتبرين أنفسهم –أي الشبيحة- سر صمود النظام وأصحاب الفضل الأول في بقائه، وعليه فإنه لايحق لأي شخص أن يحاسبهم أو يوقفهم أو حتى يفكر بذلك مجرد تفكير، وقد سبق لـ"زمان الوصل" أن نشرت تقارير عن عينات من هؤلاء الشبيحة الذين لايرون أحدا فوقهم مهما علا منصبه، ومن بينهم: لقمان الحكيم، وعلي الشلي.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية