شنّت "هيئة تحرير الشام" قبل نحو يومين، حملة دهمٍ واعتقال طالت عدّة منازل يقطنها سكان من بلدة "مضايا" ممن هُجروا قسرًا من "ريف دمشق" إلى مدينة "إدلب".
في هذا الشأن قال مصدرٌ أهلي من مهجري "مضايا" -فضل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية- في تصريح خاص لـ"زمان الوصل" إن الحملة التي نفذتها "هيئة تحرير الشام" مساء يوم أول أمس (السبت)، أسفرت عن اعتقال 8 أشخاص، معظمهم مقاتلون في "المقاومة" السورية، يتبعون لكتيبة "حمزة بن عبد المطلب" التي تُرابط حاليًا على جبهة "الفوعة"، حيث نفذّت مؤخرًا كمينًا محكمًا في المنطقة، أدى إلى مقتل 5 مقاتلين من الميليشيات الموالية للنظام.
ومن بين الأسماء التي استهدفتها الحملة كل من: "منير النموس، محمود سيف الدين، أحمد غصن، محمد محرز، أحمد عبد الغني أفندر، سومر عبد الوهاب، محمد عيسى"، بالإضافة إلى "ربيع ناصيف"، المسؤول المالي لإحدى الكتائب العسكرية التي تضم قسمٍا من أبناء "مضايا" المنخرطين ضمن "حركة أحرار الشام" الإسلامية، وهنا نوّه المصدر إلى تحويل الأخير بشكلٍ فوري إلى "سجن العقاب" التابع لـ"هيئة أحرار الشام" في إدلب، دون توضيح أسباب توقيفهم حتى اللحظة. حسب قوله
حول الأسباب التي تقف وراء اعتقال شباب "مضايا" المهجرين إلى إدلب، يرى المصدر ذاته، أنها يعود ربما إلى تواصل عددٍ من أولئك الشباب مع ضباط تابعين للنظام، من أجل إخضاعهم إلى "تسوية" مع أجهزة النظام الأمنية، تسمح لهم بالعودة مجددًا إلى "مضايا" "ريف دمشق"، لكن المصدر عاد ونبّه إلى أن دوافع الاعتقال قد تكون مبنية على خلفية سياسية وعسكرية خاصة بالمنطقة، نظرًا لوجود عناصر من "أحرار الشام" بين المعتقلين، إذ من غير المحتمل أن يُقدم هؤلاء على الدخول في "مصالحة" بعد مشوارهم النضالي الحافل ضد قوات النظام.
ووفقًا لما أشار إليه المصدر، فإن مهجري "مضايا" مستاؤون جدًا من "هيئة تحرير الشام" لعدم مراعاة عناصرها حرمة المنازل وخصوصيتها، أثناء قيامهم بحملة الدهم والاعتقال بحثًا عن أولئك الشباب، في ظل ما يعانيه المهجرون أساسًا من أوضاعٍ مأساوية للغاية، بسبب ظروف النزوح القاسية، وصعوبة تأمين احتياجاتهم اليومية.
وأوضح أيضًا، أن الأهالي يعملون في الوقت الراهن على تشكيل وفدٍ يشمل أعيانًا من "دمشق" و"ريفها"، بغية فتح قنوات اتصال مع "هيئة تحرير الشام" ولقاء عدد من مسؤوليها، بهدف منع تكرار مثل هذه التجاوزات في اعتقال الشباب المخالفين، وضرورة إعلام الوفد عن وجود أي شكوى على أحدٍ من شباب المنطقة، قبل الشروع في محاسبته.
ووصل أبناء بلدة "مضايا" إلى "إدلب" بموجب اتفاق "تهجير قسري" لنحو 4 آلاف من أبناء "الزبداني" و"مضايا" و"بقين" الرافضين لعقد "مصالحة" مع النظام، برفقة عائلاتهم، في شهر نيسان/ إبريل الماضي، ضمن ما يعرف باتفاق المدن الأربع.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية