أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ريف حماة.. خيام عشوائية تقي أهالي "اللطامنة" شر النزوح

أغلب من بقي في "اللطامنة" يسكنون الخيم بسبب الدمار الكبير الذي طال المنازل - ناشطون

في أماكن وأحراش متناثرة من الأراضي الزراعية المحيطة بمدينة "اللطامنة" بريف حماة نصبت عشرات العائلات خياماً عشوائية لا تقيهم قرّ الصيف ولا برد الشتاء، بعد أن رفضوا النزوح، مؤثرين البقاء في مدينتهم المنكوبة وتحصيل ما يتيسر من رزق مزروعاتهم التي تضررت هي الأخرى بشكل كبير جراء القصف المستمر. 

كان عدد سكان "اللطامنة" الواقعة في ريف حماة الشمالي 26 ألف نسمة بدؤوا بالنزوح منها بعد وقوع مجزرتها الشهيرة بتاريخ 7/4/2012 التي راح ضحيتها أكثر من 70 شهيداً جلّهم من الاطفال والنساء، ومع اشتداد وطأة الحصار والقصف ازداد نزوح الاهالي عنها حتى باتت المدينة خالية تماماً باستثناء العشرات ممن أصروا على البقاء تحت القصف بسبب الفقر الشديد وعدم قبولهم النزوح للمخيمات وارتفاع أجور المنازل في ريف إدلب -كما يقول الناشط علاء محمود- أحد أبناء المدينة لـ"زمان الوصل" مشيراً إلى أن عدد النازحين من مدينة "اللطامنة" قُدر بحوالي 21 ألف نسمه مقسمة على مناطق ريف إدلب ومخيمات "الكرامة" و"أطمة.

وأكد محدثنا أن عدد من بقي في المدينة لا يتجاوز حالياً 5 آلاف نسمة جلّهم يعملون في الأراضي الزراعية ورعي الأغنام.

وأشار "محمود" إلى أن أغلب من بقي في "اللطامنة" يسكنون الخيم بسبب الدمار الكبير الذي طال المنازل، ويتوفر في المدينة حالياً مشفى واحد تعرض لأكثر من مرة للقصف المباشر ومع ذلك بقي صامداً لمساعدة من تبقى من الأهالي. 

ويسهم المجلس المحلي -وفق محدثنا- بتأمين الخبز والمياه، كما يقوم المجلس بمد شبكات الكهرباء وحفر آبار المياه وتقديم المساعدات الإنسانية لمن تبقى في المدينة. وأكد "محمود" أن المكتب الطبي في المدينة أنشأ عيادة "لاشمانيا" يعالج فيها أكثر من 150 مصاباً بشكل أسبوعي، كما يقوم المكتب بتوزيع الحليب أسبوعيا على الأطفال تحت عمر السنة.

يأتي ذلك في ظل غياب كل أشكال الدعم من قبل المنظمات الإغاثية والإنسانية بحجة أن المدينة ساخنة غير أن المعاناة الأكثر وطأة هو غياب التعليم والمدارس عن المدينة منذ 4 سنوات حتى باتت المدينة أمام جيل مدمّر.

ونقل الناشط "محمود" صورة مأساوية لأوضاع القاطنين في الخيم من أهالي "اللطامنة"، حيث يفتقرون لأبسط شروط الحياة الإنسانية من ماء صالحة للشرب وصرف صحي، وأغلقت المحال التجارية والأسواق، كما خرجت معظم المنشآت الخدمية والتعليمية والطبية عن الخدمة، خلال الحملات المستمرة على المدينة. علاوة على تعرض الأراضي الزراعية المحيطة بـ"اللطامنة" إلى قصف مدفعي مستمر من قبل الحواجز التابعة لميليشيات النظام مما يشكل خطراً على الأهالي وبخاصة أثناء جني محاصيلهم. 

وكان المجلس المحلي المشكل حديثاً قد أعلن "اللطامنة" مدينة منكوبة وطالب جميع الهيئات والمجالس والمؤسسات والمنظمات بالتحرك الفوري والسريع ودعم من تبقى من أهالي المدينة وتجهيز البنى التحتية من مدارس ومراكز صحية لإعادة الحياة إلى المدينة التي دفعت فاتورة باهظة جراء الحرب.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(212)    هل أعجبتك المقالة (226)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي