الأسد يتخلى عن جرحاه بعد انتهاء صلاحيتهم

الجرحى ساخطون على النظام ونادمون على التضحيات التي قدموها في سبيل بقائه

أصيب عشرات آلاف المقاتلين من أبناء الساحل الموالي لنظام الأسد، وأصبحوا معاقين وعالة على أهاليهم ومجتمعهم، بعدما رماهم الأسد واستنفد طاقتهم وشبابهم، ولم يعد بحاجة إليهم، يطرقون الأبواب لعلاجهم وما من مجيب، وفرص العمل أمامهم معدومة.

*النساء تعمل لإعالة الرجال
أحد النشطاء رصد عددا من المصابين بإعاقات من جنود الأسد وميليشياته في قرية "سنجوان" الموالية، واكتشف أنه لم تخلُ عائلة مؤيدة من قتيل، أو جريح مقعد في المنزل يعاني من إصابته ويحتاج إلى العون المادي والصحي.

واكتشف الناشط "محمد الساحلي"، كما يقول لـ"زمان الوصل"، سقوط أكثر من مائة قتيل في ساحات القتال من قرية "سنجوان" لوحدها، ومازال أكثر من 70 شابا مجهولي المصير، مع وجود حوالي 50 مصابا بإعاقة دائمة تمنعه من العمل، ووصل إلى نتيجة تفيد أن أكثر من 70 % من شباب القرية قد انتهوا بين معاق وقتيل ومفقود وهارب إلى دول اللجوء، ومازال من تبقى منهم ينتظر مصير من سبقه.

يعاني المعاقون من إهمالهم من قبل السلطات المختصة، ويشتكون بشكل دائم مع أسرهم من الفقر، وأغلب عائلاتهم أصبحت تعتمد على النساء كمصدر للدخل، حيث يعملن في الزراعة والأعمال الخدمية والشركات "بأعمال كانت حكرا على الرجال كأعمال البيتون والنجارة والمعامل والورش الصناعية وحتى مهنة إصلاح السيارات".

ويقبع الرجال المعاقون في المنازل أو يتجولون على كراسي متحركة، يحتاجون إلى المساعدة حتى في قضاء أمورهم الشخصية.

*الموت أرحم لهم
الجرحى ساخطون على النظام ونادمون على التضحيات التي قدموها في سبيل بقائه، ويتمنون الموت للخلاص من حياة الذل التي يعيشونها، هكذا أعلن "علي، ح" بكل صراحة لـ"زمان الوصل" مضيفا "تركنا عائلاتنا وذهبنا لأداء الواجب والدفاع عن الوطن، ولكن الوطن وسيد الوطن قذفوا بنا إلى قارعة الطريق كالكلاب، ننتظر من يحسن إلينا، والمساعدات التي يقدمها لنا الهلال الأحمر، الذي يحصل على تمويله من أعداء الوطن".

وأردف "أحتاج إلى كل شيء، ولا يكاد راتب زوجتي التي تعمل عاملة مؤقتة بمديرية الزراعة أن يكفي لإيجار المنزل ومصاريف أطفالي الثلاثة، وإلى الآن لم يتم قبولي كمصاب حرب، لأني كنت متطوعا في الدفاع الوطني التي لم يعتبروها جزءا من الجيش، وإنما يعاملونني كمرتزق كان يقاتل بأجر يومي، ولا أستحق أي تعويض حسب قولهم، ومازالت ألاحقهم ولم أصل إلى نتيجة رغم الوعود الكثيرة بصرف راتب دائم لي، ومعالجتي التي ستستمر لفترة طويلة حسب ما قاله لي طبيب العصبية، حيث أعاني من تهشم في النخاع الشوكي مما أفقدني الحركة السفلية".

*قتل متعمد بالإهمال 
كتبت "سمر – ج" على صفحة أخبار جبلة "أنا اسمي /سمر م ج/ أُخت العسكري الجريح /ر م ج/ من "جبلة" قرية "حميميم"، أصيب أخي العسكري بعين ترما من حوالي أُسبوعين بطلق قناص، أسعفوه إلى مشفى 601 بالمزة، عملوا له عملية استئصال طحال وعملية بالكلية وعنده تلات فقرات مفتتة، وعدم إحساس برجليه، أخرجوه قبل أن يكمل الأسبوع وسلمونا إياه وظهره مازال مفتوحا، جاءته حالة اختلاج قوية وأصيب بحالة بصدمة إنتانية من قوة الالتهاب لأنّهم لم يسلمونا الأدوية الكاملة، أحسست بمشفى 601 أنهم يعاملون أخي كإرهابي وليس عسكريا مصابا، وتمت إحالته ثانية إلى مشفى تشرين بدمشق، ولم يستقبلوه ذهبنا إلى المشفى الوطني ولكن أخي كان منتهيا وفارق الحياة".

وقال الجريح "قسورة ع"، الذي فقد ساقيه في بادية تدمر لـ"زمان الوصل" "تخيلوا لأني جريح قدمت كل مأ املك من أجل الوطن، وما بصير أتوظف".

وأضاف "قال لي أحد المسؤولين أنتم جرحى الحرب سبب دمار اقتصاد البلد، بعدين كيف بدك تتوظف وجرياتك مقطوعه، لم نعد نستطيع الاستفادة منك بشيء".

وتوجه بنداء رئيسه الذي لا يعلم شيئا عن أحواله وأحوال أمثاله من الجرحى حسب زعمه "سيدي الرئيس نعلم أنك الأب الحنون ولا ترضى بزل الجريح، فانظر ما فعلوا بكرامة جرحى الوطن".

طارق حاج بكري - زمان الوصل
(103)    هل أعجبتك المقالة (111)

Solomon

2017-08-21

الله يلعنكن ويلعن السيد الرئيس بتستاهلوا يا بقر هذه الثورة كانت لكم كما هي لغيركم ولكن عشقكم للعبودية ولعق البوط العسكري وطائفيتكم المقيتة جعلتكم تختارون جانب الجزار فهنيئا مريئا لكم ما اخترتمز.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي