أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

وصول حافلات مُهجًّري "سرايا أهل الشام" إلى مدينة "الرحيبة"

أقلتهم 35 حافلة - ناشطون

شهدت مدينة "الرحيبة" في منطقة القلمون الشرقي، الخاضعة لسيطرة "المقاومة"، منتصف ليل أمس "الاثنين"، وصول عشرات الحافلات التي تقل "سرايا أهل الشام" برفقة عوائلهم وقسمٍ ضئيل من اللاجئين السوريين في بلدة "عرسال" اللبنانية، وذلك في إطار الاتفاق الموقع بينها وبين ميليشيا "حزب الله" اللبناني.

في السياق ذاته، قال الناشط الإعلامي "وسام عبد النور" في تصريح خاص لـ"زمان الوصل" إن دفعة المهجرين الواصلين إلى "الرحيبة"، تقدّر بـ 529 شخص فقط، بينهم نحو 300 من مقاتلي "سرايا أهل الشام"، برفقة عوائلهم، أقلتهم 35 حافلة، إضافةً إلى عددٍ من سيارات الإسعاف التابعة لـمنظمة "الهلال الأحمر" السوري. مشيرًا كذلك إلى أن الأهالي تفاجؤوا بأن الأعداد أقل مما هو متوقع، وبأن قسمًا من الحافلات كانت شبه فارغة.

وأضاف أن هذه الدفعة من المهجرين، تُعد الدفعة الثانية من نوعها -لكنها أكبر من حيث العدد- التي تصل إلى مدينة "الرحيبة" بعد وصول دفعةٍ أخرى من المقاتلين تقدّر بـ 50 مقاتلًا، من فصيل "جيش تحرير الشام" وهم من أبناء بلدة "سبنا"، شرقي بلدة "سرغايا" في "القلمون الغربي" في شهر أيار/ مايو الماضي.

حول خط سير القافلة، أوضح "عبد النور" أن القافلة تحركت قبل ظهر الاثنين من "وادي حميد" إلى "عقبة الجرد"، مرورًا بـ"سهل الرهوة" في جرد "عرسال" داخل الأراضي اللبنانية، وصولاً إلى بلدة "فليطة" السورية، حيث توقفت لفترةٍ زمنية طويلة بسبب خضوعها إلى عملية كشفٍ وتدقيق على لوائح الأسماء من قبل الأجهزة الأمنية للنظام السوري، ثمّ تابعت القافلة مسيرها ليلًا باتجاه مدينة "الرحيبة" في القلمون الشرقي.

ووفقًا لما أشار إليه "عبد النور" فإن المهجرين تمّ توزيعهم مباشرةً على بعض المدارس في مدينة "الرحيبة"، ريثما يتم نقلهم إلى مساكن مناسبة، جرى العمل على إعدادها وتجهيزها خلال الأسابيع القليلة الفائتة، نظرًا لما تعانيه المنطقة من أزمةٍ سكنية حادة في البيوت والمنازل.

وكان من المقرر أن تبدأ عملية خروج القوافل صباح يوم السبت الماضي، إلا أنها تعثرت مراتٍ عدة بعد قيام ميليشيا "حزب الله" والنظام السوري معًا، بوضع العديد من العراقيل أمام استكمال عملية الخروج إلى القلمون الشرقي، واشترط على "سرايا أهل الشام" مغادرة الأراضي اللبنانية بالحافلات، وبسلاحهم الخفيف فحسب، إلى جانب تحديد حقيبة أمتعة واحدة لكل مُهّجر.

من جهةٍ أخرى تعرضت "سرايا أهل الشام" واللاجئين السوريين الراغبين بالخروج معها، خلال الفترة السابقة إلى ضغوطٍ كبيرة مورست عليهم من "حزب الله" والنظام على حدٍ سواء، بغية إجراء "مصالحة وطنية" مع النظام السوري، تسمح بعودتهم إلى بلدة "عسال الورد" في القلمون الغربي.

وأكدّ "عبد النور" أن "سرايا أهل الشام" أُجبرت على تسليم كافة سلاحها الثقيل والمتوسط إلى "الجيش اللبناني" ولا سيما أن النظام رفض مغادرة مقاتلي السرايا بآلياتهم العسكرية الخاصة رفضًا قاطعًا، لتخوفه من إقدامهم على استخدامها لاحقًا ضد قواته في معارك قد تحدث مستقبلًا في منطقة القلمون الشرقي، ونبّه -أيضًا- إلى أن 100 مقاتل من "سرايا أهل الشام" قاموا بتسليم أسلحتهم الفردية إلى السلطات اللبنانية، مقابل السماح لهم بالدخول بصفة لاجئ مدني إلى مخيمات بلدة "عرسال".

وتشكلت "سرايا أهل الشام" التي تضم حوالي 400 مقاتل، في 30 أيلول/ سبتمبر 2015، من تجمع عدة فصائل تتبع "للمقاومة" السورية، أبرزها (تجمع واعتصموا بحبل الله، لواء الغرباء، لواء رجال من القلمون، تجمع القلمون الغربي، كتائب شهداء القسطل، كتيبة درع القلمون، كتيبة شهداء النبك، كتيبة ابن تيمية)، بهدف تحرير مدن وبلدات "القلمون الغربي" من سيطرة قوات نظام الأسد، وميليشيا "حزب الله" اللبناني.

ترزح منطقة القلمون الشرقي المؤلفة من مدن وبلدات (جيرود، الرحيبة، الناصرية، العطنة، الضمير) تحت وطأة حصارٍ خانق تفرضه عليها قوات النظام والميليشيات المساندة لها، منذ العام 2013، في حين تخضع المنطقة إلى سيطرة فصائل "المقاومة" السورية وأبرزها "جيش الإسلام" و"قوات الشهيد أحمد العبدو" التي انحصرت معاركها خلال الأعوام الفائتة على الوقوف بوجه تمدد تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي سعى جاهدًا للوصول إلى مراكزها في "الجبل الشرقي" و"البترا"، إذ كبدته خسائر فادحة في العتاد والأرواح.

زمان الوصل
(130)    هل أعجبتك المقالة (140)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي