أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حظر إطلاق النار في "المناسبات الاجتماعية" بمدينة "الضمير"

تعاني مدينة "الضمير" من فوضى السلاح وبيعه بطرق غير قانونية - ارشيف

أصدّرت "المحكمة الشرعية الموحدة" في مدينة "الضمير" شمال العاصمة دمشق، مؤخرًا، قرارًا يهدف إلى ضبط انتشار الأسلحة وينظم عملها داخل المدينة، حيث منع بموجبه إطلاق العيارات النارية في المناسبات والأفراح العامة والخاصة، تحت طائلة المحاسبة القانونية للمخالفين.

وجاء في القرار الذي اطلعت "زمان الوصل" على نسخةٍ منه، ما يلي: كثر في الأعراس وغيرها من المناسبات، إطلاق العيارات النارية، وانتشار المعازف، وإحداث الضوضاء، وغيرها من المخالفات المحرمة شرعًا، التي تسبب ضررًا كبيرًا للأهالي.

نصّ القرار على عقوبة السجن والغرامة المالية لمرتكبي المخالفات التالية: إطلاق العيارات التجارية في أي مناسبة، التسبب بالضرر للناس بالمعازف والضوضاء وما شابه ذلك، عدم الالتزام بالآداب العامة في الطرقات، وشدد على مضاعفة العقوبة في حال تكرار المخالفة.

وأكدّ كذلك، على إلزام العريس الذي يريد أن يقيم حفل عرسٍ بتوثيق ذلك بشكلٍ مسبق لدى مركز شرطة "الضمير"، وإلزام أصحاب الصالات بضبط صالاتهم لعدم وقوعهم في المخالفات المذكورة في البند الأول من هذا القرار تحت طائلة المسؤولية.

بدوره قال "أيهم خطاب" القاضي العام في "المحكمة الشرعية" في مدينة "الضمير" في تصريح خاص لـ"زمان الوصل" إن توثيق إقامة حفل الزفاف هو إجراء روتيني، وليس تضييقًا على المدنيين، وإنما هو خدمة لهم ويصب في حمايتهم بالدرجة الأولى، بهدف اتخاذ الاجراءات الوقائية لعدم إطلاق العيارات النارية وغيرها من المخالفات التي تتسبب في ترويع المدنيين. 

وأضاف "نحن لم نقدم على إصدار هذا القرار إلا بعد ورود العشرات من الشكاوى التي تقدّم بها الأهالي، ولا يقتصر تطبيق القرار على المدنيين فحسب، بل سيفرض على المدنيين والعسكريين المنضوين في التشكيلات العسكرية لـ "الجيش الحر" معًا، دون تمييز أي طرفٍ على آخر".

ووفقًا لما أشار إليه القاضي "خطاب" فإن القصد من التسبب بالضرر للناس بالمعازف والضوضاء، هو تشغيل مكبرات صوت خارجية، يصل صوتها لمئات الأمتار، ولساعات متأخرة من الليل، والقرار لا يمنع الناس من الاحتفال بأعراسهم وإنما يتم ذلك في صالة مغلقة ومكبرات صوت داخلية، دون التعدي على حرية الناس، لأن حرية الفرد تبدأ حين تنتهي حرية الآخرين. حسب وصفه

حول الإجراءات التي وُضعت لمتابعة تطبيق القرار الصادر عن المجلس المحلي، أوضح "خطاب" لقد تمّ اتخاذ العديد من الخطوات والتدابير الرادعة، عبر تسيير دوريات في شوارع المدينة من أجل الاطلاع على مدى الالتزام بتنفيذ القانون وضبط المخالفين، ونبّه إلى عقوباتٍ صارمة تبدأ بالغرامات المادية، وتصل إلى السجن في بعض الأحيان.

من جهةٍ أخرى، شكّل تزايد استخدام السلاح ضمن الأعراس وتشييع الشهداء والإفراج عن المعتقلين في الآونة الأخيرة، هاجسًا للكثيرين، وهنا اعتبر "أبو حمزة" أحد أبناء مدينة "الضمير"، أن البعض من أبناء المدينة يُقدمون على إطلاق الرصاص عشوائيًا دون أن يأخذ بعين الاعتبار اتجاه فوهة البندقية، إن كانت موجهةً نحو السماء أو باتجاه الأبنية السكنية، ما قد ينجم عنه مقتل مدنيين آمنين أثناء تواجدهم على شُرَف منازلهم.

وأضاف مبينًا في تصريحه لـ"زمان الوصل" أن إطلاق النار في الأعراس بات أمرًا اعتياديًا للكثيرين من أبناء المدينة، خصوصًا في الأفراح التي تُقام في الشوارع والساحات، ومع أن هذه الظاهرة تعتبر جزءًا من تقليدنا الغابر، إلا أنها لم تكن بهذه العشوائية، الأمر الذي يجعل من أفراحنا في الوقت الراهن عرضةً لأن تتحوّل إلى أحزان موجعة، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن إطلاق الرصاص لا يمكن أن يكون تعبيرًا عن الفرح، وبالإمكان مشاركة الناس أفراحهم وبهجتهم بعيدًا عن مثل هذه الأفعال.

ونوّه "أبو حمزة" إلى تأخر أوقات إقامة الأعراس حتى ساعاتٍ متأخرة من الليل، في ظل عودة الكثيرين إلى استخدام "الإذاعات" ذات الأصوات الصاخبة والتي لم يعد بالإمكان على ما يبدو ضبطها، لأن الإجراءات الأمنيّة المتخذة بحق المخالفين، لا تتسّم بالجدية في كثيرٍ من الأحيان.

وختم بالقول: "نتمنى أن نراعي مشاعر الآخرين ونتخلص جميعًا من هذه العادة السيئة".

تعاني مدينة "الضمير" من فوضى السلاح وبيعه بطرق غير قانونية، دون ضوابط أو قيود، حالها في ذلك، حال بقية مدن وبلدات القلمون الشرقي المجاورة، ويأتي هذا القرار بعد أن تسببت ظاهرة إطلاق النار العشوائي موجة غضبٍ شعبية في مدينة "الضمير" حيث طالب الأهالي كلًا من المجلس المحلي للمدينة، و"الشرطة الحرة" وقيادات الفصائل بضرورة وضع حدٍ فعال لضبط هذه الظاهرة لما تندرج عليه من خطورة على الأرواح واستنزافٍ للذخيرة.

يقطن في مدينة "الضمير" نحو 100 ألف مواطن، نصفهم من النازحين تقريبًا، يعيشون أوضاعًا معيشية قاسية، نتيجةً للحصار والاعتقالات من قبل الحواجز المحيطة بمداخلها الرئيسية، وتحظى المدينة بأهمية بالغة لدى النظام لوقوعها على الطريق الدولي "دمشق–بغداد" الذي تستخدمه قوات النظام السوري، للوصول إلى مطاري "الضمير" و"السين" الحربيين.


زمان الوصل
(199)    هل أعجبتك المقالة (176)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي