تشهد منطقة البادية السورية منذ أيام توغلاً عسكريًا للنظام والميليشيات المساندة له، بالتزامن مع معارك كر وفر عنيفة على الحدود السورية الأردنية، يسعى النظام خلالها للسيطرة على مساحات واسعه تربطه بالعراق والأردن، خصوصاً أن البادية السورية تعتبر عقدة وصل بين ثلاث دول هي العراق والأردن وسوريا.
وأجبر النظام على تغيير مخططه بعد تهديد التحالف الدولي له ولميليشياته من الاقتراب من "التنف" بمسافة 50 كيلو مترا، و بدأت قوات النظام مدعومة بالمليشيات الخارجية الإيرانية والعراقية بتغير وجهة المعارك بعد ضرب قواتها لأكثر من مره من قبل التحالف الدولي، وتحريك سير المعارك والخطط العسكرية في البادية السورية نحو ريف السويداء الشرقي وريف دمشق الشرقي، بهدف الوصول إلى المناطق الحدودية مع الأردن والعراق، وفصل القلمون الشرقي عن البادية.
وقال "سعيد سيف" مدير المكتب الإعلامي لـ"قوات أحمد العبدو" بالبادية في حديث خاص لـ"زمان الوصل" إن البادية السورية شهدت على مدار الأسابيع الماضية معارك عنيفة جدًا، بعد أن تحولت هجمات النظام على محور ريف السويداء الشرقي من منطقة سد "الزلف" و"الصفا"، و محور ريف دمشق الشرقي باتجاه عمق البادية من مناطق "محروثة" و"مكحول" وسد "ريشة"، مشيرًا إلى أن قوات النظام استخدمت كافة أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والطيران الحربي الروسي لمؤازرة قواتها والمليشيات المساندة لها خلال معارك البادية، التي يسعى من خلالها النظام إلى فصل كتائب المقاومة السورية في القلمون الشرقي عن البادية وحصرهم في منطقة محدودة، ومنع استهدافهم للمطارات العسكرية التابعة للنظام في البادية، وصولًا إلى الحدود الأردنية العراقية أقصى جنوب شرق سوريا، لتحقيق اتصال بشري بين المليشيات في العراق والمليشيات المتواجدة في سوريا، وسحب المعارك على طول الحدود الأردنية وخاصة بعد انسحاب "جيش أحرار العشائر" من مناطقه في ريف السويداء الشرقي وسيطرة النظام وحلفائه عليها، إضافة إلى سيطرة النظام عقبها على عدد كبير من المغافر الحدودية مع الأردن، وقصف مخيم "الرويشد" القريب من المنطقة لإجبار سكانه على تركه، ليحقق أهدافه بالوصول والسيطرة على الحدود الأردنية السورية من الجهة الجنوبية الشرقية.
وحول تقدم النظام الأخير إلى مسافة تقدر بـ75 كيلو مترا، أكد "سعيد سيف" بأن النظام استقدم أعدادا كبيرة من المليشيات المساندة له، إضافة لحجم القوات المتواجدة والآليات المشاركة في القتال، والدعم الجوي الروسي المكثف، وامتداد مساحة المعارك في البادية إلى 170 كيلو مترا بعد أن توجهت قوات النظام وميليشياته نحو ريف السويداء الشرقي بعد أن كانت الجبهة 100 كيلو متر فقط، ونقص العنصر البشري والعتاد الثقيل لدى الكتائب التي تقاتل هناك، إضافة أن منطقة البادية ذات أرض مبسوطة ومكشوفة، ما يصعب التحركات والتنقل ووصول التعزيزات إلى المعارضة هناك.
من جهته قال الناشط "براء السالم" بأن النظام يسعى من خلال معاركه الأخيرة والاقتراب من العقدة الحدودية التي تربط سوريا بالأردن والعراق، هو تحقيق أهداف سياسية بالنسبة للمنطقة والضغط على دول إقليمية في أي مباحثات مستقبلية تخص المنطقة، مشيرًا أن قوات النظام استغلت هدنة الجنوب، لتكثف من دعم قواتها بالمليشيات الإيرانية والعراقية، وبغطاء جوي روسي، إضافة للدعم اللوجستي من خلال مستشارين وغرفة عمليات للمليشيات الإيرانية والعراقية، وكان وسائل إعلام إيرانية قد نشرت مؤخرًا شريطًا مصورًا يظهر وجود ضباط إيرانيين من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في البادية السورية.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن النظام سيطر على كامل النقاط الحدودية والمخافر الحدودية مع الأردن في ريف السويداء الجنوبي الشرقي على الحدود الأردنية السورية.
درعا - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية