أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تنجست يدك يا شيـــــــخ فاقطعها .

 دكتوراه في الإعلام - فرنسا

قبل الحديث عن الجريمة الشنعاء التي ارتكبها الموظف لدى الحكومة المصرية محمد سيد طنطاوي بمصافحته الإرهابي بيريز، أود أن أبين للسادة القراء، أنني لا أقصد الإساءة أبدأ للأزهر الشريف أو علماءه الأفاضل الذين نكن لهم أشد الاحترام، ونقدر لهم فضلهم وغزارة علمهم.

بيد أن السادة العلماء جميعهم في الأزهر الشريف مطالبون اليوم بوقفة واضحة لاتخاذ موقف من السيد محمد طنطاوي لعقابه على الخطأ الذي ارتكبه بحق الإسلام والمسلمين.

فقد أقدم من يسمى الإمام الأكبر، بمصافحة المجرم بيريز الذي تلطخت يداه بدماء آلاف الأبرياء من أطفال الأمتين العربية والإسلامية في العراق وفلسطين ولبنان، بل وبمصر أيضاً.

نعم، لقد صدمنا لما أباح طنطاوي ربا البنوك، ولما سكت عن الجهاد في العراق. ولما لم ينبس ببنت شفة حول ما تقوم به حكومته من حصار لأهل فلسطين ومن متاجرة رخيصة بالقضية الفلسطينية. ولكننا ما توقعنا منه أن يتجرأ على مصافحة المجرم الذي قتل أبناء مصر، وسفك من دماء أطفال الأمة الإسلامية ما لا يسفكه مجرم آخر. فكيف طاب لشيخ الأزهر أن يضع يده بيد ذلك الإرهابي البغيض.

أؤكد لفضيلة الشيخ، أن لو فيه دماً إسلامياً أو قلباً عربياً ينبض ببعض الإيمان، لما مد يده إلى يد ذلك الإرهابي، أو على الأقل لاعتذر اليوم أمام الملأ بقطع تلك اليد ورميها للكلاب الضالة. ولكن ماذا نقول لرجل يعمل موظفاً عند الرئاسة المصرية، لا في كنف القرآن والسنة.

 رجل ما توقف عند حدود الربا والصمت عن بيع الغاز المصري للصهاينة، بل تجاوز كل الحدود، بفتاويه التي يبرر فيها للنظام بقائه واستمراريته، مع كل ما عمله ذلك النظام من تحطيم لشعب مصر العظيم ولجيشها الباسل ولتاريخها المشرف.

اليوم تخوض مصر العروبة معركة جديدة، ليس ضد الصهاينة، بل ضد سورية، وتشن صحفها حملات إعلامية رخيصة ضد دمشق، تنفيذا لوصايا حلف الاعتدال وزيارات حمالة الحطب كونداليزا رايس.

وتزاود الحكومة المصرية على الدول العربية الأخرى في هذه القضية، وتناست الصحف المصرية، أن السادات هو الذي ذهب إلى القدس وطلب السلام، وهو الذي خذل الأمة العربية والإسلامية بطولها وعرضها. وتنسى الصحف المصرية، أن حكومتها هي التي تبيع مقدرات الأمة للعدو، وهي التي تحاصر أهلَ غزة وتمنعهم من الطعام والشراب.

ليت الحملة الصحفية هذه تذكرت، ما يفعله الجنود الصهاينة بالمصريين على طرفي الحدود من تسلية بقتل الأطفال واختراق الحدود بالدبابات، بينما تنام الحكومة المصرية بالعسل، وليتها تذكرت العربدة الصهيونية داخل سيناء الذي ادعى النظام المصري أنه حررها، مع العلم أنه لا يستطيع أن يحرك جندياً فيها دون إذن حكومة العدو.

وأخيرا وصل الأذى للأزهر الشريف، حيث تريد الحكومة المصرية اليوم تلطيخه والإساءة إلى سمعته من خلال موظفها طنطاوي، الذي أفتى يوماً بجلد أحد الصحفيين، لأنه قال أن الرئيس حسني مبارك مريض. وهل يظن شيخ الأزهر أن الرئيس حسني مبارك صحيح فعلاً.

وهل اعتقد الشيخ أن رجلاً يأخذ أوامره من الولايات المتحدة الأمريكية بل من حمالة الحطب بشكل مباشر يكون صحيحاً.


أيعقل يا شيخ طنطاوي أن يكون الرئيس صحيحاً وهو الذي ساهم مباشرة في احتلال العراق العظيم وخذلان شعبه واغتيال أسده صدام حسين رحمه الله، وهو الذي تفهم إسقاط مقديشو، وهو الذي سكت عن كل الجرائم الصهيونية والأمريكية في بلاد العرب والمسلمين.

بكل حال، لم يأت الإمام الأكبر بجديد، فكل سادته في مصر يصافحون الصهاينة، وحتى الوجوه المتجهمة لأعضاء الحكومة المصرية تصبح ضاحكة أمام إرهابيي العدو، ولا أعتقد أن أبا الغيط ضحك يوماً في وجه شخصية عربية، ولكنه يقهقه ويكرر مع الإرهابية ليفني، وحاله في ذلك كحال أعضاء القيادة في القاهرة كافة.

إنني أحذر الأزهر الشريف وعلمائه الأفاضل من السكوت على هذه المهزلة، بل الفضيحة التي اقترفها سيد طنطاوي، والتي لا ترمي إلى التطبيع الديني المجاني مع العدو الغادر فحسب، ولكنها جاءت بالأساس ليفقد الشارع العربي ثقته بالأزهر المجاهد العامل، وبهذه الطريقة سيبدو أن الأزهر قد وافق على التعامل مع الإرهابيين.

 وهكذا تصطاد الحكومة المصرية عصفورين بحجر واحد، فإما يبتعد الناس عن علم الأزهر وفضله فيخسرون مرجعية إسلامية عظيمة، أو يظن الجهال منهم أن الأزهر يفتي بجواز المصالحة مع الإرهابيين، وكلا الأمرين مر وعلقم.

إنني أذكر الأزهر الشريف بأنه مهد الثورات التي خاضها المصريون بل والعرب ضد الاستعمار قديماً وحديثاً. فحذار أن تظهر صورتكم الغراء المعروفة مشابهة لصورة مفتي بول بريمر الشهير في بلاد الحرمين، والذي حرم الخروج على الحاكم العسكري الأمريكي بصفته ولياً للأمر.

علماءنا الأفاضل في مصر الإسلام ومصر العروبة والتاريخ، إن سيد طنطاوي، قد اعتبر أن إجبار الفتيات على خلع حجابهن في فرنسا من حق الحكومة الفرنسية، وكرر قولته البائسة التي تعرفونها: هذا حقهم ثلاث مرات.

ولما سألته الجزيرة عن الجرافات الصهيونية التي تحاول هدم المسجد الأقصى، لم يعرف كيف يجب بل لم يعرف عم تتحدث القناة الفضائية، وظهر بصورة مضحكة وكرتونية، أو تشكّون بعد هذا أن الحكومة المصرية قد عينت هذا الموظف لتحقير صورتكم وتشويهها.

 فهذه فرصتكم في حث الناس والشعب المصري العريق على الوقوف في وجه هذا الرجل لتنحيته وعزله عن مؤسستكم العظيمة، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.


مـــــدّوا يداً لغريب بــــات يقطعها .

د. عوض السليمان - زمان الوصل
(139)    هل أعجبتك المقالة (112)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي