أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أسماء معتقلين سوريين كتبت بالدم والصدأ تعرض في أمريكا

العمري - زمان الوصل

بعظام دجاج مغمسة بالدم والصدأ كتب عدد من معتقلي النظام في سجن "الفرقة الرابعة" أسماء رفاقهم على قطعة قماش من قميص بالٍ منذ سنوات.

وتمكن الناشط الحقوقي والمعتقل السابق "منصور العمري" من تهريبها خفية، فيما بعد ليعرضها في متحف الهولوكست الأمريكي بواشنطن كدليل دامغ على أوضاع المعتقلين السوريين داخل سجون ومعتقلات النظام. 

وروى العمري 37 عاما الذي يعيش في مدينة "جوتلاند" السويدية حالياً لـ"زمان الوصل" أن مخابرات النظام اعتقلته مع عدد من ناشطي "المركز السوري للإعلام وحرية التعبير" مع مدير المركز "مازن درويش" لدى مداهمتها لمكاتب المركز بتاريخ 16 شباط فبراير/2012 وقضى 10 أشهر من فترة الاعتقال التي امتدت لعام تحت الأرض في الفرقة الرابعة، والباقي في فرع المخابرات الجوية بمطار المزة، حيث تعرض فيها للتعذيب والصعق الكهربائي شبه اليومي.


وأشار العمري إلى أنه دوّن مع خمسة من المعتقلين عام 2012 أسماء رفاقهم الآخرين على قطع قميص لأحدهم مستخدمين الدم والصدأ لكتابتها، وتولى المعتقل "مناف أبا زيد" مهمة جمعها، فيما قام الصحفي الذي مات تحت التعذيب فيما بعد "نبيل شربجي" بكتابة هذه الأسماء بخط يده، وتمكن العمري من تهريبها بشكل سري ضمن طيات قميصه من معتقل الفرقة الرابعة، واحتفظ بها مصطحباً إياها إلى منفاه في السويد.

وأضاف أنه قام بإعارتها الأربعاء إلى متحف الهولوكست بواشنطن ليتم عرضها على الجمهور الأمريكي كشهادة حية على ما يعانيه معتقلو النظام من أهوال وتعذيب وظروف لا إنسانية. 

ولفت محدثنا إلى أن عرض هذه الوثيقة هي جزء من مجموعة فعاليات يقوم بها في واشنطن لتسليط الضوء على قضية المعتقلين الغائبة بين ملفات المأساة السورية، ومن نشاطاته -كما يقول- لقاءات مع صناع القرار في الولايات المتحدة وإيصال صوت المعتقلين من بينهم اعضاء في الكونغرس ومجلس الشيوخ.

العمري أشار إلى أن من أهم أهدافه من هذه الخطوة هو تسليط الضوء على قضية المعتقلين المغيبة رغم أنهم -حسب قوله- أكثر الناس معاناة في سوريا، لافتاً إلى أن "القصص الفردية عادة لها تأثير أكبر من الأرقام والإحصائيات والأخبار المجردة أمام الرأي العام العالمي".

وتابع محدثنا أن "أنسنة القصة يقربها من الجمهور ويسهل عليه فهم المعاناة"، مشيراً إلى أنه يدوّن حالياً تجربته كاملة في المعتقل لتُنشر كرواية توثيقية.

وعبر العمري الذي تولى ملف المعتقلين في "المركز السوري للإعلام وحرية التعبير" سابقاً عن اعتقاده بأن يكون لهذه الوثيقة المنسوجة من الدم والآلام والتي تضم أسماء 82 معتقلاً دور في تبصير العالم، وبخاصة المجتمع الأمريكي بمعاناة المعتقلين السوريين، فالمتحف الذي ستُعرض فيه الوثيقة يزوره يومياً حوالي 10 آلاف شخص معرباً عن أمله بأن تغيّر هذه الوثيقة والنشاطات الأخرى التي يقوم بها في طريقة التعامل الأممي والدولي مع قضية المعتقلين وإعلانها حالة إنسانية طارئة وهو ما يغير من استراتيجية التعامل معها كلياً.


ومتحف الهولوكوست المعروف اختصارا بـ "USHMM" هو متحف تذكاري يقع في منطقة "كولومبيا" بالعاصمة الأمريكية واشنطن، ويهدف إلى التذكير بمحرقة اليهود (هولوكوست) وغيرها من القضايا القديمة والجديدة.

ويوفر المتحف كل أنواع الوسيلة الإعلامية مثل التدريس وعرض معلومات موثقة عن الإبادة الجماعية وغيرها.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(94)    هل أعجبتك المقالة (111)

رشاحمص

2017-08-10

وتبقى ذاكرة قضبان ليس بدم يصدأ ولكنها فوهة لكل أقلام سجينة حرية ألسنة الآخرين.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي