بعد أن تشاركوا صعوبات الحصار وضغوطاته وتكاتفوا على جبهات القتال قرابة ثلاثة أعوام منذ بدء الحملة العسكرية على "داريا"، تشارك أبناء مدينة "العنب والدم" فرحتهم خلال حفل زفاف جماعي مساء الأربعاء في "معرة مصرين" بريف إدلب ساهمت به منظمات تركية وسورية تعني بالعمل الخيري.
وأقيم العرس الجماعي الذي ضم 62 شابا من أبناء "داريا" المهجرين قسرا إلى الشمال، أقيم وفق التقاليد والعادات المتبعة في المدينة المجاورة للعاصمة دمشق، حيث تم احتفالان بالزفاف الأول خاص بالرجال وآخر للنساء، تنشد فيهما أناشيد تليها القدود والأغاني الدمشقية ويرقص الشبان على وقع الأغاني ودقات الطبول.
وأوضح الشاب "تمام جنى أبو الخير"، وهو أحد أبناء مدينة "داريا" لـ"زمان الوصل" أن حفلات زفاف أخرى من المفترض إقامتها خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن العرس الجماعي الحالي جزء من مشروع لتزويج الشباب من مدن سورية أخرى.

وكشف أن 6 أعراس جماعية مماثلة ستشهدها مدن أخرى في المناطق السورية المحررة، مضيفا أن المشروع يهدف إلى إيصال رسالة للعالم أننا "لانزال باقين وصامدين في سوريا".
وتكفلت الجهة الراعية للحفل بجميع مصاريف العرس الجماعي وتقديم الدعم المالي لتحفيز الشبان على بدء حياة أسرية جديدة في ظروف قاسية، حيث إن هناك كثير من الشباب العازفين عن الزواج بسبب الأحوال الاقتصادية والأمنية السيئة، إلا أن حفلات الزفاف الجماعي هذه تشجع كثيرين وتدفعهم للإقدام على الزواج، خاصة أنها تريحهم من الأعباء المادية للحفل، كما تبعث الفرح في نفوس أهليهم، بعدما بات معظمهم عاجزاً عن تقديم الدعم الكافي لأبنائهم ليتزوجوا.
وقال "غياث أبو أحمد" أحد من حضروا الزفاف، إن الحفل هو تحدّ للموت الآتي من قوات النظام وروسيا.
وأضاف "نحن هنا لانزال أحياء وسنبقى، بالرغم من كل المآسي لانزال قادرين على الفرح".
وكشف أن الحفل شهد رفع صور عريسين كان من المفترض أن يحتفلا كباقي العرسان، بزفافهما اليوم،" إلا أنهما قتلا قبل حفل زفافهما".

وتضمن حفل الزفاف الجماعي، فقرات منوعة لفرقة الإنشاد وفرقة العراضة الشامية، إضافة إلى عروض السيف والترس، والعديد من الطقوس والتقاليد الشامية.
وساهمت فرقة خاصة من مدينة "معرة النعمان" بإحياء حفل الزفاف الجماعي لأبناء مدينة "داريا" في إدلب.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية