أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

قوات النظام تحضر لهجومٍ جديد على حي "جوبر"

أحد عناصر النظام على أطراف حي جوير - جيتي

كثفت قوات النظام السوري اليوم الأربعاء، من غاراتها الحربية على "حي جوبر" الدمشقي استعدادًا منها على ما يبدو لشن هجوم انتقامي على الحي، ووفقًا لناشطين محليين فإن الطيران الحربي استهدف "حي جوبر" بتسع غارات جوية، وأكثر من 10 صواريخ "فيل" إضافةً إلى قصفٍ مماثل بمختلف أنواع القذائف المدفعية.

في هذا الشأن قال "وائل علوان" المتحدث الرسمي باسم "فيلق الرحمن" في تصريح خاص لـ"زمان الوصل" إن قوات النظام السوري تحضر للبدء بهجوم على حي "جوبر" بعد فترة هدوء نسبي في المعارك البرية يوم أمس (الثلاثاء)، مشيرًا أيضًا إلى أن محاولات النظام للقيام بعمليات الاقتحام، تبدأ في العادة بتمشيط واسع للمناطق المراد اقتحامها عبر استهدافها بشكلٍ مركز ولعدة أيام، بالطيران الحربي والقصف المدفعي.

وأضاف أن قوات "الغيث" التي تعتبر قوات النخبة في "الفرقة الرابعة" أصيبت أول أمس بصدمة كبيرة، بعد الكارثة التي منيت بها بالخسائر البشرية والعتاد، والتي أسفرت عن مقتل العشرات من العناصر وتدمير عدد من الآليات العسكرية دون إحراز أي تقدم على الأرض.

وأوضح بالقول: نحن في "فيلق الرحمن" نتوقع أن تقوم قوات النظام بإعادة اقتحام المنطقة انطلاقًا من محورين: الأول من محور "طيبة" إلى الشمال الشرقي من "جوبر"، والثاني "عين ترما" الذي يقع إلى الجنوب الشرقي منها، الأمر الذي دعانا إلى رفع الجاهزية لكافة تشكيلاته القتالية بشكل كامل، منها مجموعات مضادات الدروع والمجموعات القتالية الخاصة بالاقتحامات ناهيك عن التحصين العسكري الكبير الذي تمّ على هذه المحاور.

من جهةٍ أخرى، فإن قوات النظام سيطرت في اليومين الماضيين على "كازية سنبل"، لكن الأخيرة لا تحظى بتلك الأهمية لكونها تقع في مساحة مكشوفة نتيجة للدمار الذي أصاب المنطقة بما فيها مبنى الكازية، كما أن النظام تلقى خسائر كبيرة يوم الاثنين الفائت، إذ أعلن "فيلق الرحمن" عن قتل أكثر 20 عنصرًا من "الفرقة الرابعة"، كما أسر أحد عناصرها، بالإضافة إلى تدمير وعطب 5 دبابات وعربة "فوزديكا" ومنصتي إطلاق صواريخ "فيل"، خلال محاولتها التقدم على محور "عين ترما" في الغوطة الشرقية. حسب الفيلق.

وما تزال قوات النظام حتى الآن تجد صعوبةً بالغة في تحقيق أي خرقٍ نوعي على أرض الميدان، رغم تكثيف القصف الجوي والصاروخي، وخراطيم (TNT) وسط محاولات فاشلة لتقدم فرق المشاة التابعة لـ"الفرقة الرابعة"، وذلك لعدة أسباب منها: الإجراءات الاحترازية -الدفاعية التي قام "فيلق الرحمن" خلال الفترة الأخيرة داخل "حي جوبر" مثل عمليات التدشيم، والكمائن، وتوزيع القوى في المناطق الحساسة لصد عمليات الاقتحام، فضلًا عن حرب الشوارع التي بات عناصر الفيلق يجيدونها إلى حدٍ كبير داخل "حي جوبر".

إلى ذلك، تشهد مدن وبلدات "الغوطة الشرقية" ولا سيما في القطاع الأوسط الذي يضم بلدات (عربين، زملكا، سقبا، حمورية، عين ترما، كفر بطنا، حزة) عمليات قصفٍ يومية مركزة بمختلف أنواع الأسلحة، في ظل استمرار قوات النظام وحلفائه بعمليتها العسكرية التي أطلقتها قبل نحو شهرين للسيطرة على حي "جوبر" الدمشقي بهدف فصله نهائيًا عن منطقة "الغوطة الشرقية".

ورغم أن "الغوطة الشرقية" مشمولة ضمن اتفاقية "خفض التصعيد" المعلن عنها من الجانب الروسي في شهر تموز/ يوليو الماضي، إلا أن "وزارة الدفاع الروسية" أعلنت قبل أيام أنها ستواصل طلعاتها الجوية لضرب أهداف يتمركز فيها مقاتلون تابعون "هيئة تحرير الشام" داخل المنطقة.

وحول موقف "فيلق الرحمن" من اتفاق وقف "تخفيف التوتر" في الغوطة الشرقية، نبّه "علوان" إلى أن الفيلق لم يكن على علمٍ باتفاق "القاهرة" الأخير، ولم يطلع على تفاصيله وكذلك أهالي الغوطة وفعالياتها المعنية به، ومن المفترض أن يعلن الاتفاق وتوضح بنوده. حسب قوله.

واعتبر الناطق الرسمي، أن من حق "فيلق الرحمن" الدفاع عن مدن وبلدات الغوطة الشرقية، أمام الهجمة الشرسة التي تتعرض لها، والتي لم توقفها اتفاقات التهدئة وتخفيف التصعيد، ومن حق الفيلق كذلك الدفاع عن نفسه عن جبهاته أمام خروقات قوات النظام التي ما زالت تتكرر حتى اليوم.

ونوّه "علوان" إلى أن بوصلة "فيلق الرحمن" هي مبادئ الثورة ومصالح الشعب دون الارتهان لأي دولة أو طرف مهما كان موقعه من "الثورة" السورية، وأكدّ على استعداد الفيلق لمناقشة أي مبادرة لوقف إطلاق النار وحقن الدماء على أن لا تخل بمبادئ "الثورة" وأن لا تكون فيها أطراف لا تقبلهم الحاضنة الشعبية.

الجدير بالذكر أن حي "جوبر" يعدّ آخر أحياء "دمشق" التي ما تزال تخضع لسيطرة "المقاومة"، حيث توجهت إليه أنظار النظام فور انتهاء عملياته العسكرية في أحياء "تشرين" و"القابون" و"برزة" شرق العاصمة "دمشق"، وذلك بعد اتفاق قضى بخروج مقاتلي" المقاومة" والمدنيين غير الراغبين بعقد "مصالحة" مع النظام إلى "إدلب" في الشمال السوري.

زمان الوصل
(120)    هل أعجبتك المقالة (107)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي